01 نوفمبر 2025

تسجيل

مصر السيسي

05 أغسطس 2020

لا يزال ذلك المشهد يدور في ذهني كلما رأيت مصرياً، خائناً كان أم بريئاً، ففي الربع الأخير من عام 2017، وبعد خسارة مرشح العرب الوحيد لرئاسة منظمة اليونيسكو الدكتور القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري، قفز أحد قرود البعثة المصرية وارتقى أكتاف زملائه الخونة فرحاً يصرخ بأعلى صوته "عاشت فرنسا" و"لا لقطر". قالها منتشياً بالخسارة العربية التي خططوا لها، وساهموا فيها، بل وتبجحوا كعادتهم أنهم كانوا أحد أهم أسبابها. وإني إذ أتساءل ألم يخطر ببال هؤلاء أن فوز قطر هو فوزٌ للعربِ كافة ومصر ضمناً؟ فلماذا قد يفرح أحدهم بخسارتها؟ فيأتيني الجواب سريعاً أن هذا هو عينه السبب الذي من أجله فرحوا للخسارة القطرية أصلاً!. فهذا النظام البائس لا يهمه أصلا لا عروبة ولا دين ولا روابط أخوة ولا أي من هذه المعاني، التي هي أكبر من أن تستوعبها أدمغتهم البالية، التي لم تتطور منذ نهاية العصر الملكي في مصر. وبينما رأينا جلالة السلطان هيثم بن طارق عندما كان وزيراً للثقافة يتوقف عن التقدم بمرشح عماني، ويعلن أنه طالما أن قطر ترشحت فإن مرشحها هو مرشح عمان، نرى على النقيض الموقف المصري المخجل والمخزي. فانظر للفرق بين معاني الحب والأخوة والإيثار الأصيلة من دولة عمان تجاه دولة عربية شقيقة، ثم انظر لخسة ودناءة النظام السيساوي العميل الذي لا هم له إلا أن تبقى الخلافات العربية مستعرة، فإن أُخمدت نار هنا أشعلوها أشباه الفئران هناك. ولو حاولنا عزيزي القارئ أن نستعرض مجموعة خيانات هذا النظام القذر لاحتجنا إلى بحث مفصل، وللعديد من الصفحات والشواهد على الأحداث التي لا يستوعبها هذا المقال، بل إن خيانات السيسي لوحده فقط تحتاج لسرد طويل يتغلب على كافة من سبقوه مجتمعين. والعجب الذي لا ينقضي كما رأينا جميعاً هو تضامن هذا النظام الانقلابي المارق مع مجرم الحرب الأسير السابق خليفة حفتر، وتبجحه الفارغ بأن ليبيا خط أحمر وغيره من الكلام الأجوف، فنحن نعرف أن هذا النظام لا يعمل إلا بابتزاز الغير فقط، لتحقيق أكبر مكسب مادي ممكن، وطبعا بينما تبرق وترعد هذه الجعجعة السيساوية نرى كيف يتم استكمال مشروع سد النهضة بأمن وسلام وسكينة، وكيف يستمر مشوار تعطيش المصريين، لأن النظام المصري المصاب بمتلازمة "الحَوَل السياسي" قد صب اهتمامه على ليبيا التي لا تريد منهم غير ان يتركوها بسلام، والا فليعتبروا انفسهم قد دخلوا عرين الأسد بأقدامهم. وأخيراً وفي غدرة غادر غير مستغربة، رأينا منهم كيفية رد الجميل الكويتي على الطريقة السيساوية، فبعد كل ذلك الفجور في الخصومة المعهود منهم نراهم يختمون فجورهم بدعوى إحراق علم الكويت، لماذا يا مصر؟. ألم تسقط عنكم ديونكم كشرط أساسي لمشاركة قواتكم في حرب تحرير الكويت؟ أليست هذه بتلك؟ فلماذا إذاً لا نراكم تكفون عن التبجح بأنكم أنتم من حرر الكويت؟ بالرغم من أن مصر وجيشها لم يكن لهم دور يذكر مثل قطر مثلاً التي كانت في طليعة القوات المشاركة في تحرير أختها الكويت بلا فضل ولا منة، بل هي وقفة الأخ مع أخيه في وقت الحاجة. ولكن وبالرغم من هذا الإجحاف المصري الدنيء الا ان الكويت الكبيرة قدراً ومقاماً وكعادة الكبار طبعاً، فإنها لم تلتفت لهذا الهراء المصري، بل سمحت وسهلت للجالية المصرية العيش والعمل في الكويت سنين طوالاً، لنرى بعد هذا كله انقلاب النظام العميل وأزلامه الأنجاس بمحاولة ابتزاز الكويت بعد كل ما قدمته لهم من صنائع معروفٍ كانت كمجير أم عامر. فكما قتلت الضبعة مجيرها، فها هو النظام المصري يقلب للكويت ظهر المجن، ويلتف كالأفعى الخبيثة ليعض اليد التي أطعمته. وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحكٌ كالبكا