17 سبتمبر 2025
تسجيلفوجئت صبيحة يوم العاشر من رمضان بقرار دول الحصار بالقرارات والإجراءات المجحفة والظالمة ضد بلدي الحبيبة قطر تعدت المألوف وتنم عن "حقد وغيرة وحسد" وهدفها إخضاع قطر واقتصادها لترفع "الراية البيضاء" من خلال إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية معها وبعدها يحدث انهيار اقتصادي بل والمراهنة على الانهيار الاقتصادي خلال يومين من الحصار. وهنا تذكرت موقف حدث لي صيف 1989 أثناء عملي ضمن فريق مؤسسة البترول بمشروع تطوير حقل الشمال NFDP مع أحد موظفي شركة بكتل الأمريكية. حقل الشمال اكتشف عام 1971 في المياه الإقليمية لدولة قطر، وكان التركيز على النفط الخام أسوة بالدول المجاورة.. والغاز رغم أنه طاقة نظيفة مقارنة بـمنتجات الطاقة الآخرى، إلا أن تكاليف استخراجه وتوفير عقود طويلة الأجل عملية صعبة ولم تكن تكنولوجيا تسييل الغاز متطورة ولم يتم البدء بالمشروع آنذاك وظلت الدولة معتمدة على النفط الخام ولم تتم الاستفادة من حقل الشمال في حينه. وخلال عام 1985 وقعت قطر اتفاقية البيع/ الشراء مع شركة تشوبو اليابانية ومن ثم العمل بمشروع ميناء راس لفان لتصدير الغاز السائل إلى الأسواق العالمية. وبعد ذلك تم توقيع الاتفاقية بين المؤسسة وتحالف شركة بكتل الأمريكية وتكنيب الفرنسية لتصميم وتنفيذ المرحلة الأولى "مشروع تطوير غاز الشمال" NFDP وتم التحضير لذلك من خلال مكاتب الشركتين لندن/ باريس على التوالي وتم إيفاد مجموعة من قدامى المهندسين القطريين ومجموعة من حديثي التخرج للعمل بالمشروع. والهدف من هذا التعريف البسيط لكي يلم القارئ عن البداية للمشروع وقصص النجاح لمشروع غاز الشمال. وبالرجوع إلى الموقف الذي حدث لي مع أحد موظفي شركة بكتل الأمريكية، حدث في تلك الفترة إضراب في محطة الأنفاق Underground ولمدة ثلاثة أيام شلت الحركة في لندن وأصبح الانتقال من منطقة لأخرى من قبل موظفي الشركة في غاية الصعوبة مما حدا بشركة بكتل القيام باستئجار حافلات (باصات) لنقل لموظفيها والحجز لكبار الموظفين بالفندق الملاصق للشركة، وزملائي من القطريين الذين عملوا بالمشروع يتذكرون ذلك وأنا كالعادة أقوم بالانتقال إلى وسط لندن بعد الانتهاء من العمل لزيارة الأهل المتواجدين هناك للعلاج وشراء بعض الاحتياجات والعودة لمقر سكني بالفندق وذلك اليوم بقيت بالفندق وقابلت الشخص الأمريكي المذكور وهو من قدامى موظفي الشركة وعمل في عدة دول منها بعض دول الحصار وكان يملك فكرة كبيرة عن العقلية العربية. وكانت شركته قد نفذت لمدة عقدين من الزمن العديد من المشاريع في دول العالم وبدأ الحديث عن أمور كثيرة ومنها المشروع الحالي NFDP وبالمناسبة كان المشروع في المرحلة الأولى مصمما للاحتياجات المحلية. ولكن هناك سلسلة مشاريع سوف تنفذ، ونفذت بالفعل مثل قطر غاز، راس غاز وغيرها من المشاريع. وبحنكة الخبير ومعرفته بالتطورات المستقبلية لصناعة الغاز، ذكر لي بأن قطر سوف تكون لاعبًا أساسيًا في "صناعة الغاز" في العالم وبأنها وسوف تكون من الدول الغنية وأنا في الحقيقة لم أستوعب ذلك في حينه نظرًا لقلة الخبرة حيث إن قطر في تلك الفترة لا يزيد إنتاجها من النفط الخام عن خمسمائة ألف برميل وغير معروفة في العالم والمشروع الحالي سوف يخدم الاحتياجات المحلية وجعلني في تفكير وحيرة، وفي نهاية حديثه ذكر لي بأن بلدكم سوف تكون موضع حسد وغيرة من قبل جيرانكم، وهذا ما حدث في الأزمة الحالية من إجراءات ظالمة وحملة إعلامية وتحريض وغير ذلك من الأمور، ورب ضارة نافعة.