28 أكتوبر 2025

تسجيل

لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة

05 أغسطس 2014

أفضل النتائج التي أفرزها العدوان الإسرائيلي هو ترسيخ المقاومة الفلسطينية كلاعب أساسي في فلسطين والمنطقة، وكطرف لا يمكن تجاوزه على الإطلاق، بعد فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي بكسر شوكة المقاتلين الفلسطينيين من مقاتلي كتائب القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وأبو علي مصطفى، وتمكن المقاومة الفلسطينية من توجيه ضربات موجعة لقوات الاحتلال وتكبيده أكثر من 100 قتيل اعترف فقط بمقتل 63 منهم، وجرح ما يزيد عن 1200 جندي، وشل الحركة في أجواء فلسطين المحتلة ومطار بن غوريون، وتكبيد الاقتصاد الإسرائيلي ما يقرب من 4 مليارات دولار من الخسائر. هذه الحقائق دفعت يوآف شاروني، الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي، إلى القول: "لقد هُزمنا في هذه المعركة هزيمة واضحة وستطيح برؤوس سياسية وعسكرية كثيرة وكبيرة داخل الجيش الإسرائيلي"، مؤكدا ان "الجيش الإسرائيلي أصابه الذهول من عملية ناحل عوز التي نفذها مقاتلو القسام، والتي فاق تأثيره بألف صاروخ على مدينة تل أبيب.، وأظهرت أن جنودنا جبناء وأن العملية حطمت قدرة الردع للجيش إلى الأبد". وتابع :" الجيش الإسرائيلي يريد أن يقاتل دون أن يموت ، ويريد أن ينتصر دون أن يتقدم على الأرض"، لافتًا إلى أن إسرائيل أكثر دولة في العالم تنفق المليارات على حماية جنودها، وأن الجيش الإسرائيلي أصبح من أشد جيوش العالم نعومة وتراخيا وتباكيا على حياة الجنود".أما رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجية) الأسبق افرايم هاليفي فدعا إلى" عدم تجاهل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عند الإقدام على محاولة ترتيب أوراق المنطقة بعد العدوان الأخير الذي شنه جيش الاحتلال على قطاع غزة، وأكد، كما جاء في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على أن حركة حماس، ورغم الضربات الموجعة غير المسبوقة التي تلقتها بقيت وصمدت"وتابع هاليفي قائلاً لقد أمطرت إسرائيل قطاع غزة بالنار برا، بحرا وجوا، لكن حماس خرجت من بين الركام والرماد كطائر الفينيق وتدير مفاوضات شرسة مع مصر وهي تبحث عن حاجاتها ووجهتها ليست الاستسلام. ونقل موقع القناة السابعة الإسرائيلية عن هاليفي قوله: أنا لا أحب حماس، ولكن علينا التفتيش عن شيء فعلي والعمل على إقناع الحركة بأن من مصلحتهم الحديث معنا، نحن يجب أن نبدأ بهذا الاتجاه، حركة حماس مؤهلة للحديث وواقعها يدفع في إمكانية التحاور حول وقف إطلاق النار دون الحاجة لاشتراط إلغاء ميثاقها الداعي إلى تدمير إسرائيل، وخلص إلى القول إنه ليست هناك طريقة لوقف صواريخ القسام دون دمج حماس في العملية السياسية، على حد قوله.وقال رئيس الموساد السابق: "نحن نحاول فتح خطوط مع حماس منذ فترة ولماذا نخفي ذلك" وأضاف في حديث مع قناة "سي ان ان" خيار التفاوض مع حماس خيار سيئ، ولكن هناك خيارات أسوأ من ذلك.. نحن نعلم ما قد يكون بعضها وخصوصا أحدها، داعش".أما الكاتب بن كسبيت في صحيفة معاريف، فقد اعتبر أن إسرائيل فشلت في حسم المعركة مع حماس، وأن مصير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسي الآن بيد قائد كتائب القسام محمد الضيف، فنتنياهو ويعلون وغانتس يعترفون بأن ليس لديهم أي حل، وأن إسرائيل بكامل قوتها لم تنجح في حسم المعركة مع حماس أو حتى الحصول منها على موافقة لوقف للنار.وسخر من وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا: "نتنياهو اضطر إلى الخروج والإعلان عن انتصاره أو أنه سينتصر، مع أنني في شك كبير أن نتنياهو نفسه يصدّق ما يقول". أما وزير خارجية الكيان الإسرائيلي افيغدور ليبرمان فقد اقر بعدم القدرة على تحطيم المقاومة الفلسطينية واقترح ان تناط إدارة قطاع غزة بالأمم المتحدة.هذه عينة مما ينشر في الصحافة الإسرائيلية بأقلام نخبة من المحللين والمسؤولين السابقين، وهي تجمع على الهزيمة في معركة غزة، والحقيقة أنها ليست هزيمة للكيان الإسرائيلي فقط، بل لكل التحالف "العربي- الأمريكي" الذي يدعمه، وهو تغيير جذري في معادلات القوة والسلطة في المنطقة، وهو ما ادى إلى منح المقاومة الفلسطينية مكانة كبيرة واحتراما ملحوظا حتى في الأوساط الإسرائيلية، الامر الذي تستثمره المقاومة في الإصرار على شروطها لوقف النار وأهم هذه الشروط رفع الحصار، السياسي والاقتصادي والمالي والجغرافي، وفتح المعابر وإطلاق سراح المعتقلين وحرية الحركة ومغادرة مياه بحر غزة وإعادة تشغيل المطار وإقامة ميناء بحري، والمباشرة بإعادة إعمار القطاع، وهي شروط اعتبرتها غير قابلة للتفاوض مما يجعل من صوت المقاومة هو الأعلى، فلا صوت يعلو فوق صوت المقاومة الفلسطينية البطلة.