30 أكتوبر 2025

تسجيل

غزة الصامدة والعالم الجاحد

05 أغسطس 2014

في عالم أقرب ما يكون إلى الغابة، يَقتل فيه القويُ الضعيف، ويُسحق فيه قليل الحيلة المنزوع الأنياب والمخالب، يُقتل ويذبح أهلنا في غزة، وتهدم بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم فوق رؤوسهم، دون أن تحرك القوى الدولية ساكناً سوى بعض المؤتمرات الصحفية واللقاءات بين المسؤولين في غرف مكيفة وباردة، وفي قاعات "الفايف ستارز"!! بينما المشردون والمقتولون والجرحى والأرامل والثكالى تحت قصف وجحيم طائرات الصهاينة، التي لا تعبأ بأي شيء سوى أن ترتوي من دماء أطفال غزة، مرة كل عام أو عامين في سيناريوهات مكررة وسافرة وغير إنسانية.وحتى لا يظن أي أحد من جيران غزة أن الأمر يخص أهل غزة فقط وحماس تحديداً، فقد تداول إسرائيليون على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خبراً صاعقاً ومفحماً للذين يضعون رؤوسهم في الرمال، ويهاجمون حماس المقاومة، وهو خريطة أطلقوا عليها "مملكة إسرائيل الكبرى ـ مملكة داود".. وتضم الخريطة "مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجزءاً من العراق والسعودية"، وحسب عقيدة اليهود وحلمهم في بناء "إسرائيل الكبرى" التي لا تضم بيت المقدس فقط، ولا أرض الشام فحسب بل هي أكبر من ذلك بكثير، فهم ينسبون إلى التوراة "ففي ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقاً قائلاً: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات"، ويأتي تداول هذه الخريطة تزامناً مع قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لغزة وسط دعم أمريكي للمجازر التي يرتكبها الإسرائيليون في حق الشعب الفلسطيني، ويرى الخبراء أن هذا المخطط في توسيع خريطة ما يوصف بالشرق الأوسط الجديد، تحت سيطرة إسرائيلية، يأتي بدعم أمريكي كبير لضمان استقرار المنطقة على حد زعمهم.والحقيقة أن هذا الأمر ليس بجديد ولكن هذه المرة يأتي والمنطقة ممزقة، سوريا وإرهاب الأسد وقضائه على جيش بلده ومقدرات شعبه وبنيته التحتية، والعراق وما يحدث فيه ولبنان وما يحاك له من مؤامرات.إذن الفرق بيننا وبين اليهود هو أنهم ينتهزون الفرص لإضعافنا، والتمكن منا ونحن ضعاف أصلاً، وانهم يخططون منذ عشرات السنين، لعشرات السنين، وليسوا مثلنا نفكر تحت أقدامنا دون أي تخطيط أو ترتيب أو حتى استعداد حقيقي لعدونا الحقيقي، إنهم من الآن يبحثون عمن يكون المهدي المنتظر ومن هو؟؟؟؟ ويعدون العدة لذلك، بل إنهم يكثرون من زراعة شجرة اسمها "الغرقد" لأنهم يعلمون بأنها سوف يختبؤون خلفها يوم القيامة، وإنها سوف تحميهم، لأن عندما يختبئ اليهودي وراء حجر أو صخر فينطق الصخر والحجر يا مسلم يا عبدالله.. إن ورائي يهودي تعال واقتله إلا شجرة "الغرقد"، إذن هل علمتم ما هو الفرق بيننا وبينهم؟؟؟يا سادة يا عرب يا مسلمون.. كفانا خلافات فيما بيننا، فعدونا هو إسرائيل ولسنا أعداءً لأنفسنا، إنني من قطر العربية الأبية الحرة أدعو الى وحدة الصف العربي، ونبذ الخلافات العربية ـ العربية، إلى الأبد والتوحد صفاً واحداً، وفي خندق واحد ضد من يريد إبادتنا والقضاء علينا، وعلى ديننا الإسلامي الحنيف.. حتى لا نكون يوماً ذكرى يتحدثون عنها في كتب التاريخ والمتاحف، بأنه كان يوماً ما شعب اسمه العرب يعيش في تلك المنطقة قبل سنوات بعيدة، ولكنه اندثر بعد أن دبت الخلافات بينهم على أمور غير ذات قيمة!!، يا مسلمون اعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا.. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.. ولله الأمر من قبل ومن بعد، وسلامتكم.