16 سبتمبر 2025
تسجيلساعات قليلة ويرحل عنا ضيف عزيز حل على استحياء وكان خيرا وبركة على جميع من رحب به وأكرم وفادته. شهر رمضان شهر غال عزيز، فيه تنطلق أرواحنا لتحلق في سماء لا متناهية الأبعاد من الرحمة والمغفرة، فيه نتخفف من قيود هذا السور الطيني الذي يحبس أرواحنا، نصوم نهاره ونحيي ليله ونتلو آيات الله البينات، ونفوسنا تهفو لنيل رحمة ومغفرة وعتق من النيران. أسرع أيام تنقضي من العام كله هي أيام رمضان! ولا أعلم لماذا؟ هل لأنها أيام نورانية، تمتلئ فيه أرضنا بملائكة الرحمة، وتصفد فيه الشياطين؟ أم لأننا نجتهد فيه لننال رضا الرحمن؟ لا أريد أن أقول "وداعا يا أغلى الشهور" ولكني أقول "اللهم أعده علينا وعليكم وعلى المسلمين جميعا أعواما مديدة، وتقبل يا رب منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا"، وفي نفس الوقت لن أنسى أن أرحب بضيف آخر عزيز وهو "عيد الفطر المبارك" نعم يؤلمنا فراق شهر رمضان ولكننا امتثالا لأمر خالقنا -سبحانه- سنكون سعداء بالعيد. فمرحبا به من ضيف كريم، إنه مكافأة الرحمن في الدنيا لعباده الصائمين القائمين، ونسأله -سبحانه- أن تكون لنا مكافأة كبرى في الآخرةن يجازينا بها -سبحانه- على ما وفقنا إليه من أعمال صالحات ويكرمنا برحمة من عنده. وكل عام وأنتم بخير أعاد الله عليكم الشهر الفضيل بالخير واليمن والبركات. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- فَإِنَّ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ".