14 سبتمبر 2025

تسجيل

التراحم في العيد

05 يوليو 2016

إننا نسعد بفرحة العيد ففي العيد نعطف على الفقير ونزور المريض ونسعد الوحيد، فالعيد له أكثر من معنى في النفوس وكل شخص يصف العيد بطريقته ويعبر عن مشاعره التي يشعر بها، فلقد جاء يوم العيد يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحده لا يستمر أكثر من يوم، زمن قصير ظريف ضاحك، يشرعه لنا ديننا الحنيف ليكون لهم بين الحين والحين يوما طبيعيا في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها، يوم السلام والبِشْر والضحك والوفاء والإخاء، وقول الإنسان للإنسان وأنتم بخير، يوم الثياب الجديدة على الكل إشعارا لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذا اليوم، يوم الزينة التي لا يراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ليكون الناس جميعا في يوم حب، يوم العيد يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة، ذلك اليوم الذي ينظر فيه الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة، وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز وإلى داره نظرة تدرك الجمال، وإلى الناس نظرة ترى الصداقة ومن كل هذه النظرات تستوي له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم فتبتهج نفسه بالعالم والحياة، وما أسماها نظرة تكشف للإنسان أن الكل جماله في الكل.فالصيام مسؤولية عظمى يشترك فيها أفراد المجتمع إنها المسؤولية التي تمسك بناصية كل فرد في المجتمع الإسلامي، فما تجد أحدا فيه إلا مسؤولا عن جانب من جوانبه ذلك أن الحياة في نظر الإسلام جد وعمل و بناء، يتطلب من كل فرد في المجتمع أن يكون مسؤولا وليست هزلا و فراغا و لهوا، فنهاية شهر رمضان الكريم دقت أجراسها فمن المفترض أن تكون الأسر قد اجتهدوا في العبادة ومضاعفة الجهد في قيام الليل وقراءة القرآن والتهجد والذكر والتسبيح،علها ترزق ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر إن العشر الأواخر من رمضان فيها ليلة القدر وهي خير من ألف شهر،فلكل شيء نهاية وخير كل شيء في آخره إذ فيه تدارك ما فات بالاستكثار مما هو آت وكذلك رمضان فخيره في أواخره ولذلك كان للعشر الأخير منه خصائص ليست لغيرها من الأيام، فلقد خلق الله عز وجل الإنسان لغاية وأسمى هذه الغايات العبادة فهكذا الأيام تمر و الليالي تنقضي وقد جعل الله عز وجل لنا في أيام دهرنا نفحات وأمرنا بالتعرض لها لعل أن تصيب أحدنا نفحة فلا يشقى بعدها أبدا ،فالعاقل من اغتنم الأيام والليالي وعمل ليوم تشخص فيه القلوب والأبصار وراقب بعمله العزيز الغفار وعلم أن رب رمضان هو رب غير رمضان ،فأطاع الله عزوجل في كل الأحوال فهو بذلك عند الله من الفائزين ،إن الإنسان يستقبل عيد الفطر بالفرح والسرور فلقد أذن الله سبحانه وتعالى لرمضان بالرحيل فدوام الحال من المحال، و ربح فيه المسلم الذي أدرك سرائر الصيام فخرج من هذا الشهر وقد غفر الله له ذنوبه مصداقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعلمنا أن من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، فإن ما رأيناه في رمضان ليثلج الصدور ويفرح القلوب مساجد ممتلئة بالمصلين والذاكرين لله تعالى والقارئين لآيات القرآن الكريم ،قلوب عمرت بالإيمان فتقربت إلى الواحد الديان ترجو رحمته وتخشى عذابه ولهجت الألسن بالدعاء والرجاء ،وامتدت الأيدي بالإنفاق والإحسان الكل يطمع في مغفرة الذنوب وتفريج الكروب شيء مفرح أن يتعرض المسلم لنفحات الله تعالى لعل أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا.