18 سبتمبر 2025

تسجيل

يحافظ على جاره

05 يوليو 2015

إن هدي الإسلام الحنيف يجعل المجتمع كتلة واحدة فيحثهم على الترابط والتعاون والتعاضد "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان "،فالحضارة ليست باستعمال الهاتف الخلوي، ولا بالدخول على الإنترنت ولا بركوب سيارة فارهة، فالحضارة والرقي والتقدم في هذه الأخلاق، وما عرف البشر حضارة أخلاقية أرقى من هذه الأخلاق، فكم من إنسان يعطي ابنه للمدرسة أشياء غالية جداً وهو في بحبوحة ، يجب أن تعطي ابنك الشيء الطبيعي المقبول الذي يستطيعه كل الناس، يجب أن تراعي حق الجار ،فهذا ما ينبغي أن يكون عليه المجتمع المسلم بعيدا عن التباهي والتفاخر والتعالي على الناس بما يملك من نعم الله ،وهذا ما يجب أن تكون عليه أخلاق الناس في شهر رمضان ، قتكون أكثر صلاحا يسعون نحو الخير ويجنون الخير فيزرعون المحبة ويجنون السعادة لأن الله يجازي الحسنة بعشر أمثالها وتضاعف أضعافا كثيرة .فإن الأخلاق الحسنة تتبوأ مكانة عالية في الإسلام ومنزلة رفيعة عظيمة و حسن الخلق هو الدين كله وهو جماع لكمال الإيمان ،لذلك جعل رسولنا صلى الله عليه وسلم الغاية الأولى من بعثته والمنهاج المبين في دعوته هو ترسيخ مبادئ الأخلاق في نفوس الأمة فوضع المنهج للأمة في مكارم الأخلاق و حرص صلى الله عليه وسلم على توكيد هذه المبادئ العادلة حتى تعلمها أمته جيدا لكي نكون نحن خير البرية ،فلا تهون لدينا قيمة الخلق وترتفع قيمة الامتثال في أنفسهم فعن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وأشرف المنازل وأنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم )رواه أحمد ،ولكن بعض المنتسبين إلى الدين قد يستسهلون أداء العبادات المطلوبة ويظهرون في المجتمع العام بالحرص على إقامتها وهم في الوقت نفسه يرتكبون أعمالا يأباها الخلق الكريم والإيمان الحق، وإن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم توعد هؤلاء الخالطين وحذر أمته منهم، وفي هذا ورد عن النبي أن رجلا قال له : يا رسول الله إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، فقال:لا خير فيها هي في النار,ثم قال يا رسول الله إن فلانة تصلي المكتوبة وتتصدق بالقليل ولا تؤذي جيرانها فقال رسول الله:هي في الجنة ،فالمسلمون الذين امتلأت قلوبهم بالإيمان الصحيح بالله تعالى والذي يثمر العمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق وأحوال الدنيا وأهوال الآخرة ،لهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج ، ويبعد عنهم أسباب القلق والهم والأحزان ،فللجار على الجار في القيم الإسلامية وفي الآداب الشرعية حقوق تشبه حقوق الأرحام،وهو الشيء الذي يلفت النظر،فمن هذه الحقوق المواصلة بالزيارة والتهادي تعبيرا عن المودة والزيارة حين المرض والمواساة حين المصيبة والمعونة عند الحاجة وكف الأذى، فالمسلم الواعي لأحكام دينه أحسن الناس معاملة لجيرانه وأكثرهم برا بهم وخوفا عليهم ، وذلك لأنه يعي هدي الإسلام وتوصياته الغنية بالجار والمكانة الرفيعة التي أحله إياها في سلم العلاقات البشرية ،فقد أمر الله تعالى في محكم كتابه بالإحسان إلى الجار وبين أنواع الجيرة ،فالجار ذو القربى هو الذي تجمعك به مع الجوار آصرة النسب والدين ،والجار الجنب هو الذي لا تجمعك به صلة من نسب والصاحب بالجنب هو الرفيق في أمر حسن ،فكل من جاورك في السكن له عليك حق الجوار ولو لم يكن بينك وبينه وشيجة من نسب أو رابطة من دين وفي هذا تكريم للجار أي تكريم في شريعة الإسلام السمحة الغراء للإنسانية ،فمن هدي النبي صلى الله عليه وسلم : أنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ،فالمسلم الحق الذي استنار قلبه وعقله بهدي الدين الحنيف تجده سمحا مع جاره حسن العشرة معه وهذا ركن من أركان السعادة في الحياة.