15 سبتمبر 2025
تسجيل* زخر الأدب العربي منذ القديم بقصائد ذائعة الصيت، حيث شَرَّقت وغَرَّبت في العالم العربي وخَلَّدت ذكر الممدوح إلى يوم القيامة.. ومن هذه القصائد الخالدة قصيدة الشاعر جرير الذي مدح فيها الخليفة عبدالملك بن مروان، حيث قال: أَتَصْحُو؟ أم فُؤادكَ غَيرُ صاحِعَشيّةَ هَمَّ صحبك بالرّواحِيقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْبٌأهذا الشّيبُ يَمنعني مِرَاحييُكلِّفُني فُؤادي من هَواهُظَعائِنَ يجتزعنَ على رُماحِظعائنَ لم يَدِنَّ مع النّصَارَىولا يَدْرينَ ما سَمْكُ القَراحفبعضُ الماء ماء رباب مُزْنٍوبعضُ الماءِ من سَبَخٍ مِلاحِسَيَكْفيكَ العواذلَ أرْحبِيُّهِجانُ اللونِ كالفردِ اللَّياحيَعُزُّ على الطريق بِمَنْكِبَيْهِكما ابتركَ الخليعُ على القِداحتَعَزَّتْ أمّ حَزْرَةَ ثم قالتْ:رَأيتُ الواردينَ ذَوي امْتِناحتُعَلِّلُ، وَهْيَ ساغبةٌ، بنيهابأنْفاسٍ مِنَ الشَّبمِ القَراحسأمتاحُ البُحُور، فَجَنِّبينيأذاةَ اللّوْمِ وانْتَظري امْتِيَاحيثِقي باللهِ ليسَ لَهُ شَرِيكٌوَمِنْ عندِ الخليفةِ بالنَّجاحأَغِثْنِي، يا فَداكَ أبي وأمّيبسَيْبٍ منكَ، إنّكَ ذو ارْتياحفإنّي قدْ رأيْتُ عَليَّ حَقاًزيارتي الخليفة وامْتِدَاحيسَأشكُرُ أن رَدَدْتَ عليَّ ريشيوأثْبَتَّ القَوادِمَ في جَنَاحيأَلَسْتُمْ خيرَ من ركب المَطَايَاوأندَى العَالمينَ بُطونَ راحِوقَوْمٍ قد سَمَوْتَ لهمْ فَدَانُوابدُهْمٍ في مُلَمْلَمَةٍ رَدَاحِأبَحْتَ حِمَى تهامة بعد نجدٍوما شيءٌ حَمَيْتَ بِمُسْتَبَاحِلكمْ شُمُّ الجبَال من الرّوَاسيوأعظمُ سَيْلِ مُعْتَلجِ البِطاحِدعوتَ الملحدينَ أبَا خُبَيْبٍجِماحاً هَلْ شُفيتَ من الجمَاحِفقدْ وجدوا الخليفة هِبْرِزيّاًألّفَّ العِيصِ ليسَ من النّواحيفما شَجراتُ عيصكَ في قُريشٍبِعَشّاتِ الفُرُوعِ ولاَ ضَواحيرَأى النَّاسُ البصيرة فاسْتَقَامُواوَبَيّنَتِ المِرَاضُ مِنَ الصّحاح * وهذه قصيدة للشاعر مروان بن أبي حفصة قالها في رثاء معن بن زائدة الشيباني إلا أنها صالت وجالت في مدح معن، حيث يقول فيها:مَضَى لسبيله معن وأبْقَىمكارمَ لن تبيدَ ولن تُنَالاَكأنَّ الشمسَ يوم أصيب مَعْنٌمِنَ الإظلامَ مُلبسةٌ جِلاَلاَهُو الجبلُ الذي كانت نِزارٌتَهَدُّ من العدو به الجِبَالاَوَعُطَّلَتِ الثُّغُورُ لفقد مَعْنٍوقدْ يُروي بها الأسَلَ النِّهالاَوأَظْلَمَتِ العِراقُ وأَوْرَثَتْهَامُصيبتُهُ المُجَلَّلَةُ اخْتِلاَلاَوظلَّ الشامُ يرجف جَانباهُلرُكن العزّ حينَ وَهَي فَمَالاَوكادتْ من تهامَةَ كل أرضٍومن نَجدٍ تَزولُ غَداة زَالاَفإنْ يعلُ البلادَ له خُشُوعٌفقدْ كانتْ تطولُ به اخْتِيَالاَأصابَ الموتُ يومَ أصابَ مَعْناًمِنَ الأحياءِ أكْرمَهُمْ فَعَالاَوكانَ الناس كلهم لِمَعْنٍإلَى أن زار حفرته عَيالاَولمْ يكُ طالب للعرف يَنْويإلى غير ابن زائدةَ ارْتِحَالاَمضَى من كان يحمل كُلَّ ثِقْلٍويَسْبِقُ فَضْلُ نائِلهِ السُّؤَالاَوما عمدَ الوفودُ لمثل مَعْنٍولا حَطُّوا بساحتهِ الرَّحَالاولا بلغتْ أَكُفُّ ذوي العطايايَميناً منْ يَديهِ ولا شِمَالاَوما كانتْ تجف لَهُ حياضٌمنَ المعروفِ مُتْرَعةٌ سِجَالاَلأبيضَ لا يَعُدُّ المالَ حَتَّىيَعُمَّ بهِ بُغَاةَ الخَيْرِ مَالاَفليتَ الشَّامتينَ بِهِ فَدَوْهُوليتَ العُمْرَ مُدَّ لَهُ فَطَالاَولمْ يَكُ كنزُه ذهبا ولكنْسُيوفَ الهندِ والحَلَقَ المُذَالاَوذابلَةً منَ الخَطِّيِّ سُمْراًتَرَى فيهنَّ ليناً واعْتِدَالاَوذُخراً من محامد باقياتٍوَفَضْلَ تُقى به التَّفْضيلَ نَالاَلئنْ أمستْ رويدا قد أذيلَتجِياداً كانَ يكرهُ أن تُذالاَلقدْ كانتْ تُصابُ به ويَسْمُوبها عقباً ويُرْجِعها حَبَالَىوقدْ حَوَتْ النِّهَابَ فأحْزَرَتْهُوقدْ غَشِيتْ مِنَ الموتِ الطِّلالاَمَضَى لسبيله مَنْ كنتَ تَرْجُوبِهِ عَثَراتُ دَهْركَ أَنْ تُقَالاَوسلامتكم....