17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أمر الله بطاعة نبيه، فهو المثال الحي، والواقع المعيش لآيات القرآن الكريم، وهو النموذج الواضح لمبادئ هذا الدين، فهو الأسوة الحسنة لمن رام أن يأتسي، وهو القدوة الصالحة لمن سلك طريق الآخرة، قال سبحانه:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21].ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فما من أمر أو نهي، وما من إرشاد أو توجيه إلا من عند الله سبحانه، أوحى به إلى رسوله، ولذلك كان الأمر الإلهي: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر: 7].وجعل الله سبحانه دليل محبته في اتباع أمر رسوله، والانقياد لشريعته، والإذعان لمبادئ دينه، وإلا كانت المحبة ادعاءً، وكان الإيمان زيفًا: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [آل عمران: 31].ومن ثمار هذا الاتباع أن يدخل الله المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم في رحمته، وأن يشملهم بعطائه ومنته، فقال سبحانه: { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [النور: 56].إنه طريق الهداية لمن رامها، وإنه لسبيل الإيمان لمن بحث عنه، وإنه لدليل الحق لمن اتبعه، فما على من رام الآخرة إلا طاعة الرسول، وما على من ابتغى الهدى إلا اقتفاء أثره:{ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } [النور: 54].ذلك أن من أطاع النبي صلى الله عليه وسلم، إنما يطيعه طاعة لربه، واتباعًا لمنهجه، وسيرًا في ذلك الطريق الذي جُعل الرسول صلى الله عليه وسلم هاديًا إليه، ودليلا عليه.{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [النساء: 80].ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدعو المؤمنين إلى رذيلة، ولا يحضهم إلا على كل فضيلة، لا يأمر أتباعه إلا بما يصلحهم في دنياهم، وما يعينهم على تحصيل زادهم في أخراهم:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24].وهذه الطاعة ليست نافلة من القول، أو تطوعًا من النفس؛ بل هي من شرائط الإيمان الذي لا يتحقق إلا باتباع الرسول فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، والاحتكام إليه فيما حدث وشجر، مع التسليم التام بما جاء به، وسكون النفس إلى حكمه صلى الله عليه وسلم{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [النساء: 65].وما كان لمؤمن يرجو الله واليوم الآخر، ولا مؤمنة تعتصم بالعروة الوثقى أن يكون لهما بعد حكم النبي صلى الله عليه وسلم خيار، وما كان لهما من إعمال العقول، ولا وسوسة الصدور، بعد حكم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن وجد في نفسه رغبة عن حكم رسول الله أو اعتراضًا عليه، أو شكًّا في صوابه وحكمته، فليراجع إيمانه، وليبحث عن إسلامه، قال سبحانه:{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36].• النهي عن مخالفة أمره:إذا عرضت الآراء للمناقشة، فكل ذي رأي له أن يعلن رأيه محاججًا عنه، ويسعى لبيان منطقه مدللا عليه، أما إذا كان الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينبغي للآراء أن تتهذب، وللعقول أن تستحيي، وللأفكار أن تنصت، قال عز وجل:{ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا } [النور: 63].فإذا ظهر أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ووضح مراده، فالحذر الحذر من النكوص على الأعقاب، والسير في درب الإعراض{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النور: 63].