17 سبتمبر 2025
تسجيلفعلها قادة الجيش حينما قاموا بعزل الرئيس المنتخب بإرادة الشعب تحت الادعاء أنهم يلبون نداء المواطنين الذين خرجوا لإسقاط الرئيس، متناسين أن هؤلاء المواطنين هم الأقلية التي تعارض الرئيس طوال عام كامل من توليه الحكم، في مقابل أغلبية تؤيده خرجت للشوارع بالملايين، لكن أعين العسكر لا تريد أن تراها. فالقضية ليست قضية معارضة وتأييد بل قضية مخطط تم وضعه من أجل إسقاط الديمقراطية الوليدة وتم استغلال أصوات المعارضة لتنفيذه، حتى لا يقال إنه انقلاب عسكري بل كما قال قائد الجيش هو تلبية لنداء الوطن والمواطنين. لكن أبى الله إلا أن يظهر الحقيقة حينما انفضت جموع المعارضين المحتشدة في الميادين قبل الانقلاب بيومين وانتهت مطالبهم لكن قادة الجيش قاموا بإصدار بيان حاد ضد الرئيس من أجل دفع المعارضة وتشجيعها على العودة إلى الميادين مرة أخرى لاستغلالها في عملية استكمال مخطط الانقلاب. جاء الانقلاب ليقضي على الآمال الكبيرة التي زرعتها ثورة يناير في الحرية والديمقراطية والكرامة. وقد بدأ الانقلابيون عهدهم بإغلاق كل القنوات المعارضة لهم ومنع الجرائد من الصدور واعتقال العشرات من أبناء وقادة التيار الإسلامي ومحاصرة المتظاهرين في الميادين حتى لا ينضم إليهم آخرون ممن يؤيدون الرئيس الشرعي للبلاد. لكن هذا لن يستمر طويلا، لأن الشعب الذي ذاق طعم الحرية لن يسكت على عودة العبودية مرة أخرى وسيقف أمام الانقلابيين الجدد بكل ما أوتي من قوة حتى تعود إليه حريته وكرامته مع عودة رئيسه الشرعي. ويجب ألا ننسى أن الله قد حسم القضية في كتابه الكريم حينما قال: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين". فالله يبشرنا بالنصر بعد البلاء. وقد عم البلاء كل البلاد ووصلت القلوب إلى الحناجر وابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا.. فجاءهم نصر الله.