19 سبتمبر 2025

تسجيل

أسئلة من خارج المقرر

05 يونيو 2022

يمر أبناؤنا في هذه الأيام في مسيرتهم العلمية التعليمية بمرحلة مفصلية تتغير فيها حياة الأبناء من متابع يحتاج الى من يقف خلفه ويدفعه للدراسة والمذاكرة ويتأكد من انه على الطريق القويم الى مرحلة جديدة مختلفة كليا تستوجب منه ان يكون هو ذاك الشاب العاقل المميز لما يجب عليه عمله في السنوات القادمة، فمع الانتهاء من المرحلة الحالية يقف الأبناء على مفترق طريق صعب وليس من السهولة بمكان الاختيار فيه ويتطلب منهم التأني والتريث في اختيار الدرب الذي يسلك خلاله وصولا لتحقيق أهدافه وطموحاته المستقبلية باختياره مسلكا يتمم من خلاله مراحل التعليم العليا لينتقل من كونه تلميذا عاديا مجبرا على التعلم الى طالب للعلم وباحث في العلم والمعرفة التي من شأنها أن ترتقي به من خادم لذاته ومستقبله إلى من يخدم دينه ووطنه وأمته، وكل ذلك يعتمد على ما ينجزه في هذه الأيام من امتحانات نهائية يجمع من خلالها تحصيله العلمي على مدار الفصلين الدراسيين، فيدخل في مرحلة يكون مصيره معلقا بمجموعه النهائي ونسبته التحصيلية ولذلك يسعى الآباء بكل ما أوتوا من قوة لأن يقفوا بجانب أبنائهم وأن يوفروا لهم كل سبل الراحة والمساعدة في مراجعة واستذكار ما اخذوه من مواد علمية خلال العالم الدراسي ويحدث أحيانا دهشة لدى الأبناء من صعوبة الامتحان المعد للمرحلة الثانوية العامة من أساتذة يملكون الخبرة الواسعة في تدريس تلك المقررات، وهنا يكون الأبناء في حالة توتر وعدم قدرة على الإجابة على سؤال الوالدين المعتاد عن امتحانات أبنائهم وهو كيف كان امتحانكم اليوم؟ فيجيبهم بدهشة واستغراب بأنه اول مرة يشاهد فيها مثل تلك الأسئلة مما يدفعه الى الظن بأنها أسئلة من خارج المقرر! ولعل البعض يدرك ان هذا مستبعد الحدوث جدا ولكن يتبادر الى السؤال في اذهان البعض لما تولد هذا الظن لدى الأبناء ولماذا اعتقد الأبناء انها ليست من المقرر؟ وهنا يمكن ان يوجهنا هذا التساؤل الى ان نبحث عن إجابة له ولعل اقربها إلى القبول هو اختلاف الخطط الدراسية واختلاف طرق التدريس من معلم الى اخر، فالمعلمون يجتهدون في البحث عن افضل السبل التعليمية كل حسب خبرته التي اكتسبها وهي تختلف من معلم الى اخر ففي تلك الخطط يستخدم المعلمون أنواعا مختلفة من التدريبات والتقويمات والامثلة العملية التي يقوم الطالب بمحاولة حلها وفهمها ويراعي المعلم في الغالب مسألة مهمة يشير اليها الخبراء التربويون دائما وهي مسألة مراعاة الفروق التعليمية بين الطلبة، وهذا أيضا يدفعنا الى السؤال عما اذا كان معدو الامتحانات النهائية لطلبة الثانوية العامة قد اخذوا بعين الاعتبار تلك المسألة ام لا؟ وهل تم التمعن في ان الخطط الدراسية تختلف بين معلم وآخر، أي ان أبناءنا يتلقون نفس المحتوى الدراسي ولكن بطرق تدريسية وأساليب مختلفة وهل اطلع معدو الامتحانات النهائية على كل خطة من خطط التدريس التي تدرس لطلاب المرحلة الثانوية العامة خصوصا؟ ولعل من ابسط الأمور التي يجب ان تتحقق لجميع الطلاب في تلك المرحلة لنتأكد من صحة تقييمهم هي ان يتلقوا التعليم نفسه تحت الظروف نفسها وفي الوقت نفسه فجميعهم أبناؤنا وجميعهم سيكونون هم السواعد القادمة للنهوض بأوطانهم ومن الواجب علينا الا نجعلهم يعيشون أجواء يسودها التوتر والضغط النفسي ولا ان يشعروا ولو لوهلة انهم في صراع مع معدي تلك الامتحانات من اجل ان يصلوا الى تحقيق أهدافهم او ان يشعروا انه سيكون عائقا لهم يمنع تقدمهم ومنافستهم على المقاعد الجامعية والتخصصات التي يرغبون في الالتحاق بها. ان خبرة معدي الامتحانات تكسبهم العديد من الطرق التي يمكن ان يصوغ بها هو بدوره السؤال الذي يريد ادخاله في الامتحان بأكثر من أسلوب وطريقة ولكن الطالب قد يكون لم ير قبل ذلك الصيغة التي اختارها معد الامتحان والتي طرح بها سؤالا مما يجعله يسارع في القول انها أسئلة من خارج المقرر وأنها لم تعط له من قبل. ويمكن القول ان الحلول كثيرة لتفادي مثل قراءة مثل هذه التعليقات في المواقع الاجتماعية الكثيرة ولعل من أبرزها توحيد الخطط الدراسية لجميع طلاب المرحلة الثانوية وجعلها مركزية تطرح من قبل خبراء في التخصص عن طريق الوزارة وأيضا مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب من خلال عدم صياغة الامتحانات بصياغة خارجة عن التمارين والامثلة المطروحة في محتوى المقرر او الخطط الدراسية فمن شروط صياغة الأسئلة وصحتها هي ان يقيس السؤال ما اعد لقياسه والا يحتمل اكثر من اجابة واحدة وهذا يجعلنا نحاول ان نتأكد من ان جميع الطلبة في تلك المرحلة تعرضوا لمثل تلك الأسئلة ففهم السؤال يعد نصف الإجابة وتحوير الصيغ او محاولة ادخال اكثر من عملية إجابة لسؤال الواحد تضعف من تحقيق اهداف السؤال وجودته حيث انه لن يقيس ما اعد لقياسه. [email protected]