14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في جولة بين عدة أقطار في الشرق الأوسط، يصحبنا الكاتب "فريد هاليداي" عبر فصول كتابه "الأمة والدين في الشرق الأوسط" التي سبق نشرها في دوريات أمريكية وبريطانية، مستخدماً فنون المقال والتحقيق الصحفي في محاولة للتعرف وتعريف قارئه ـ الذي لا ينتمي إلى بيئتنا ـ على ملامح الشرق الأوسط والمؤثرات التي تعمل على صياغته.يذهب "هاليداي" في 11 فصلاً إلى: تركيا، إيران، تونس، الخليج مع اهتمام خاص بـ: السعودية، لبنان، سوريا، اليمن، لبحث إشكاليات منها: الليبرالية، القومية، الإرهاب، العرقيات، العلمانية، تجارة القطن.. وهو يقرر في البداية أن: "هناك الكثير من تراكم الأساطير وأنصاف الحقائق والكثير ممن لديهم مصلحة خاصة في إشاعة مثل هذه الأساطير بحيث لا يمكن التغلب عليهم بسهولة.. ولكن من المهم إجراء المناظرة لتحدي أولئك الذين تؤثر تبسيطاتهم في النقاش داخل الشرق الأوسط وخارجه".وفي سبيل "المناظرة"، يهتم المؤلف بأن يضع ظاهرة "الإرهاب" في سياقها مقرراً أن كلمة الإرهاب تعود إلى الثورة الفرنسية، حيث استخدمت في الأصل عام 1794 للدلالة على استخدام الإرهاب من جانب الحكومات ضد السكان.. وأن هناك أربعة جوانب مختلفة لمفهوم الإرهاب، أولها: إرهاب سيادة القانون أو "الإرهاب من فوق"، وثانيها أعمال العنف المنعزلة المنفصلة عن وضع بلد في حرب، وبالتالي يراد منها إشاعة الإرهاب نفسه وليس المساهمة في نزاع أوسع، كالأعمال التي تقوم بها منظمة الجيش الجمهوري الأيرلندي في بلد غير بريطانيا.وثالث الجوانب هو الإرهاب بمعنى أعمال العنف في حرب أهلية أو ظرف نزاع يرتبط بأية جماعة لا يتفق المرء معها أو العنف في الحركات التحررية والقومية.أما الجانب الرابع فهو الإرهاب الذي يجري تضخيمه كقضية لغايات سياسية.. يقول المؤلف: "من تطورات الإرهاب اللاحقة منذ السبعينيات أعمال الجماعات الدينية. وتصور هذه بسهولة خارج الشرق الأوسط على أنها دالة للإسلام.ويؤكد المؤلف ثلاث نقاط في مواجهة هذه الخطابية. أولاً: العنف السياسي الذي تمارسه جماعات تستدعي الدين ليس خاصاً بالإسلام بأية حال. ثانياً: من العبث البحث عن أسباب العنف، بخلاف شرعيته، في نصوص أو تقليد أي دين. فالموقف العقائدي لكل من هذه الأديان موقف واضح: إنها تجيز قراءتها بما يعني النزعة المسالمة مثلما تجيز القراءة بما يعني العنف. ثالثاً: هناك في مماهاة "الإسلام" هذه مع "الإرهاب" إساءة استخدام للمصطلح الثاني من أجل أغراض سياسية سجالية: من جهة لنزع الشرعية ليس عن أعمال جماعات سياسية تعبئ المسلمين فحسب، بل ونزعها عن برنامج هذه الجماعات ذاته، ومن الجهة الثانية لقصر النقاش حول الإرهاب على الدول الإسلامية وحدها.