14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأشهر العربية مسميات ومعانٍ

05 يونيو 2015

للأشهر العربية أسماء تحمل معانى خاصة وتؤرخ لأحداث كبرى وتلقى الضوء على أسلوب الحياة العربية قديماً وعلى طبيعة العرب وأخلاقهم وقيمهم، كما تدل هذه الأسماء على ثراء اللغة العربية وجمالها.وقد قسّم العربُ قبل الاسلام شهور السنة الى قسمَيْن، ثمانية أشهر عاديَّة، وأربعة أشهر حُرُم لا يجوز فيها القتال والبغى وانتهاك الحرمات، بينما حللوا القتال فى الأشهر الثمانية الأخرى حيث كانوا يغزون بعضهم بعضاً ويغيرون على بعض.فالأشهر الحُرُم التى تعود حرمتها أصلاً الى شريعة خليل الرحمن النبى ابراهيم (عليه السلام) هى شهر رجب وشوال وذو القعدة وذو الحجة، ثم جاء الاسلام وأقر بحرمتها. وقد كانت الأشهر الحُرُم بالنسبة للعرب قبل الاسلام بمثابة مهلة يرتاحون فيها من الغزو والحرب وفترة لتمكين الحجاج والتجار والراغبين فى الشراء والبيع من الوصول آمنين الى أماكن العبادة والأسواق والعودة بسلام، فبحسب طبيعة الحياة فى البادية العربية بما فيها من فقرٍ مدقع وعيش ضنكِ، تَتنافَس القبائل فيما بينها وتَتقاتَل على الكلأ والماء وعلى أخْذ حقِّ المرور من القَوافِل، فالحياة العاصفة التى كان يعيشها العرب فى الماضى حتمت عليهم الدخول لفترة من السنة فى هدنةٍ يستَرِيحون فيها ويسوون بها مشكلاتهم بالمساومات والمفاوضات ويدفْعون خلالها ديات القتلى. وقد كان العرب يعظمون الأشهر الحرم أشد التعظيم، حتى انَّ الرجل يلقى فيها قاتل أبيه وأخيه فلا يبادر فى الاعتداء عليه، حتى بدأ العرب باستخدام النسيء فى تقويمهم، مما أدى الى تأجيل الأشهر الحرام فى بعض السنوات أو تعجيلها، الى ان جاء الاسلام وحرم النسيء تحريماً كاملاً.وبالنسبة لأسماء الأشهر لا تعرف بدقة الفترة الزمنية التى أطلقت فيها هذه الأسماء ولا من أطلقها وأن كانت بعض الآراء تشير الى ان كلاب بن مرة هو من سمى الأشهر بأسمائها.فشهر محرم وهو الشهر الأول من السنة القمرية العربية أسماه العرب بهذا الاسم لأن القتال حُرم به، وقد كان الاسم القديم له صفر الأول، حيث عُرِف الشهران المحرم وصفر (بـالصفرين)، فلفظة محرم لم تكن تسميةً لذلك الشهر وانما كانت صفةً له لحرمته، ثم غلبت عليه فصارت اسماً له، حين سماه النبى (صلى الله عليه وسلم) شهر الله المحرم.أما شهر صفر فقد سُمِّى بذلك لأنَّ ديار العرب كانتْ تَصْفَر، أى تخلو من أهلها لخروجهم فيه ليقتاتوا ويبحَثُوا عن الطعام ويُسافِروا هربًا من حرِّ الصيف.وقد اعتبر العرب شهر صفر بانه شهرٌ مشؤوم، ولعل هذا الاعتقاد نشَأ بسبب ما يحدث فى هذا الشهر من ظلم واعتداء وقَتل، ذلك أنَّ صفر يأتى بعد ثلاثة أشهر حرم، حيث كانوا ينتظرون على أحر من الجمر حلول شهر صفر حتى ينالوا من أعدائهم ويأخذوا بثأرهم.ولذلك من كان يريد العمرة لا يعتَمِر فى صفر، اذ لا يأمن على نفسه خلاله، وقد كان من أعرافهم فى العمرة أنْ يقولوا (اذا برأ الدبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر، حلَّت العمرة لِمَن اعتمر).أما شهر ربيع الأول، فقد سُمِّى بذلك لأنَّ تسميته جاءَتْ فى الربيع ثم ثبت عليه الاسموالرَّبيعُ عند العرَب رَبيعانِ رَبيع الشهور، ورَبيعُ الأزمنة، والشهر الذى يليه ربيع الآخروسمى بذلك لأنَّ تسميته جاءَتْ فى الربيع أيضاً.أما الشهر الذى يليهما وهو جمادَى الأولى ومن بعده جمادى الأخرى، فقد سُمِّيا بذلك لأنَّ تسميتهما جاءَتْ فى الشتاء حيث يتجمَّد الماء، فثبت عليهما ذلك الاسم، والعرب يعُدُّون جمادَى من أوقات القحْط والضر.أما شهر رجب فقد سُمِّى بذلك لأنَّ العرب كانوا يُعظِّمونه بترك القِتال فيه، ويُقال رجب الشيءَ أى هابَه وعظَّمَه.وسمى شعبان بذلك لأنَّ العرب كانت تتشعَّب فيه، أى تتفرَّق فيه للحرب والاغارة وذلك بعد قعودهم فى شهر رجب، كما قيل انه سُمِّى شعبان لأنَّه شعب (أى ظهر) بين شهرى رمضان ورجب.أما شهر رَمَضَانَ فقد اشتق اسمه من الحر والرَّمَضِ، أو من رَمض الصائم أى اشتدَّ حرُّ جوفِه، أو لأنَّه يحرق الذنوبَ والسيئات، ورغم ان الشهور القمرية غير ثابتة زمنياً فالشهور قد تأتى فى الشتاء أو الصيف الا أن التسمية غلبت عليه.وسمى شوال بذلك لأنَّه تسمَّى فى فترة تشوَّلت فيها ألبانُ الابل، والشَّول من الابل التى ارتَفعَتْ ألبانها وازدادت. وتأتى تسمية شهر ذى القعدة لأنَّ العرب قعدت فيه عن القِتال تعظيمًا له باعتباره من الأشهر الحرم.وسمى العرب شهر ذى الحجة لأنَّهم عرَفَوا الحجَّ فى هذا الشهر، حيث تتوافد الى مكة وفود الحجيج منذ أن أمر الله (سبحانه وتعالى) نبيه ابراهيم وابنه اسماعيل (عليهما السلام) برفع قواعد البيت الحرام.