14 سبتمبر 2025

تسجيل

لو كنت مسؤولا ذا ضمير

05 يونيو 2014

حين يتولى احدهم منصبا مهما او وظيفة مرموقة تتجه اليه انظار من حوله او من يمثلون مؤسسته او من لهم مصلحة عابرة في تلك الوزارة او المؤسسة فدائما نحن البشر نتحرى التغير المثمر ونأمل الفائدة المرجوة ولكن نخدع من بعض المسؤولين فتخيب امالنا وتتراجع، فلا تقدم ولا تطور ولا عدل فينسى هذا المسؤول وظيفته الرئيسية وهي تطوير العمل وتحقيق مصالح الجمهور وتحسين الخدمة المقدمة الا ان البعض تنحى عن مهامه وتتقوقع في دائرة شكلية بعيدة كل البعد عن الانجاز والتطوير فكل منا يتمنى ان يكون مسؤولا لاحداث الاصلاح المثمر.فيحدث نفسه ويقول: — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لعملت دراسة وافية عما تعانيه مؤسستي من مشاكل وهموم وسلبيات لايجاد الحلول المناسبة لها. — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لاعددت برامج تطوير لموظفيّ جميعا دون اسثناء كل في مجاله. — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لاستقطبت ابناء بلادي وعملت على تطويرهم وتأهيلهم واعدادهم بما يتناسب مع مهامهم واعمالهم. — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لشجعت المتميزين في مؤسستي ومنحتهم الفرص للترقية وفتح المجال امامهم للانجاز والتفرد بالافكار النيرة. — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لراعيت الله في الميزانية المخصصة لمؤسستي وابتعدت عن الانفاق العشوائي غير المدروس الذي لا يرتبط بمصلحة فعلية للمؤسسة. — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لوفرت الامن الوظيفي واشعرت الموظفين بالعدل في توزيع المهام وفرص التشجيع وفي الحقوق والواجبات. — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لحاربت القيل والقال والغيبة والنميمة في مؤسستي وابعدتها عن التجمعات الجانبية والخلايا المحبطة للعمل. — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لكونت لجنة استشارية تتجدد كل عام من الموظفين لمعرفة الاراء والمقترحات التي من شأنها تحسين الاداء. — لو كنت كنت مسؤولا ذا ضمير لاستشعرت حاجة الجمهور ومن له صلة بمؤسستي وذللت الصعوبات امامهم. — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لاعتمدت سياسة الباب المفتوح للموظفين وللجمهور ولكنت قريبا منهم. — لو كنت مسؤولا ذا ضمير لعملت للواقع وابعدت مؤسستي عن العروض والمظاهر الكذابة ووسائل جذب الانتباه الخالية من العمل الجاد.كلمة اخيرةنعم نبحث عن صاحب الضمير اليقظ الذي يعمل ويجدد ويبتكر يعمل بإخلاص متناه، يعمل متوكلا على الله متناسيا ارباب العمل وتقريره السنوي ومازال البحث جاريا عن هذه الفئة النادرة التي ان وجدت حُوربت وهُمشت.. فنحن في زمن اختلاف المعايير والقيم والمبادئ وكان الله في عون من يتحرى الصدق والصراحة في هذا الزمن.