13 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمل فيهم والمستقبل لهم

05 يونيو 2014

إن أبناءنا في هذه الأوقات يعيشون فترة القلق والخوف من الامتحانات فهذا حصاد العام، ففترة الاختبارات تعتبر هاجسا لكل الآباء والمربين بهدف حفظ أبنائنا الطلاب من أي عابث يحاول استغلال فترة الامتحانات بطريقة هادمة وإثارة القلق لدى الطبلا،لأن مرحلة الاختبارات تعتبر فترة عصيبة نتيجة للأسلوب الخاطئ الذي يتعامل به أغلب الطلاب من حيث عدم تنظيم أوقات المذاكرة طيلة الفصل الدراسي واللجوء لمضاعفة الجهد في الأيام التي تسبق الاختبارات ومن نتيجة ذلك الشعور بالقلق وعدم القدرة على التركيز والبحث عن الوسائل المشروعة وغير المشروعة لاجتياز الاختبارات، فليدرك الجميع أن العلم سبيل التقدم والرقي لذا فيجب على الجميع تضافر الجهود في سبيل انجاح العملية التعليمية، كما يجب أن ينظر طلابنا إلى المذاكرة باعتبارها نوعا من القراءة الاستمتاعية التي تضيف لمعلوماتك وتزيد من ثقافتك ومعرفتك بما يدور حولك، لذلك كان دور الأسرة والمعلم هام في تقليل حدة القلق وتوفير الجو الدراسي المريح والآمن الذي يزرع الثقة بالنفس ويساعد الطالب على اجتياز مرحلة الامتحانات بتفوق ونجاح فيحقق نهضتنا لتطوير التعليم،حتى نستطيع وضع سياسات واضحة لرفع شأن التعليم وأن نولي الاختبارات أهمية خاصة حتى نبني جيلا قويا يستطيع رفعة شأن بلده ووطنه،فيعد التقييم التربوي والذي تطبقه هيئة التقييم سنويا عنصرا أساسيا من عناصر مبادرة تطوير التعليم في الدولة تعليم لمرحلة جديدة، وذلك للوقوف على المستوى التعليمي للطلبة ومعرفة مدى جودة التعليم في المدارس ومدى تحقيق الطلبة للمعايير مما يلبي غايات وأهداف تطوير التعليم. إن من العادة الدائمة في نهاية العام يتوجه الآلاف من الطلاب إلى قاعات الاختبارات لتأدية الامتحانات بهدف الحصول على الدرجات التي تؤهلهم لاجتياز المرحلة الدراسية إلى مرحلة أخرى، فالجميع يبذل قصارى جهده لتوفير كل الإمكانيات لكي يجتاز أبناؤنا الطلاب هذه الفترة الحرجة والحصول على الدرجات المناسبة لقدراتهم، فليعلم جميع من يهتم بالتعليم أن الاختبارات الوطنية هي المقياس الحقيقي لتطور التعليم،فبالعلم ترتقي الأمم وترتفع البيوت والجهل يخفض بيت العز والشرف،لذا جاء النهج القرآني في بدايته يدعو إلى العلم والقراءة فكان أول ما نزل من القرآن الكريم قول الله تعالى:(اقرأ باسم ربك الذي خلق) العلق:1،فالمجتمع بحاجة ماسة لكوادر فتية تتسلح بسلاح العلم والمعرفة، فهيا أيها الشباب وأيتها الفتيات شمروا عن سواعدكم وتسلحوا بقوة العلم،لأنه القوة التي تخضع أمامها الرقاب،وتجعل الناس ينظرون إليك بكل تقدير واحترام فالعلم مفتاح كل خير،والزم الجد والاجتهاد واعلم أن طريق العلم ليس مفروشا بالورود وإنما يحتاج لعزيمة قوية وإرادة راسخة،فمن جد وجد ومن زرع حصد، فبالعلم وصل الإنسان إلى القمر وكشف أسرار الكون بغزوه للفضاء، فليكن منهجنا معتمدا على إعداد جيل يفكر ويفهم ويبدع.إنما يرفع الله المؤمنين بما علموا من أمور في دينهم وما استقاموا على أصوله والتزموا شرائعه، ولا يمكن للمرء أن يلتزم إلا بشيء قد جاء العلم به، لذا حث الإسلام الناس على العلم والتعلم وجعل الذين يعلمون أعلى درجة من الذين لا يعلمون فكان الحث من نبينا صلى الله عليه وسلم على طلب العلم فقال: من سلك طرقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وأمرنا أيضا بالجد في طلب العلم والحرص على التعلم فقال:اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد،فالإسلام رفع مكانة المتعلم فقال الله تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) الزمر:9،في هذه الأيام القليلة القادمة التي ترتفع معها دقات قلوب الآباء على أبنائهم الذين سيتوجهون إلى قاعات الامتحانات، فأداء الامتحان يشكل ركيزة مهمة في مستقبل الطالب الأكاديمي، والإدراك الجيد لما يجب أن يفعله الطالب في غرفة الامتحان،مما لا يوفر له الاطمئنان القلبي فحسب بل يجعله يجني أفضل الثمار لمجهود أيامه الماضية، فكل منا يعرف أن قلق الامتحان حالة نفسية انفعالية تؤثر على اتزان الطالب وقدرته على استدعاء المادة الدراسية أثناء الامتحان، مما يصاحبها أعراض نفسية وجسدية كالتوتر والانفعال والتحفز وينتج ذلك عن الخوف من الرسوب أو الفشل والرغبة في المنافسة والتوقعات العالية المثالية التي يضعها الوالدان له ويعتبر هذا القلق أثناء الامتحان وقبله أمرا مألوفا بل ضروري لتحفيزه على الدراسة ما دام يتراوح القلق ضمن مستواه الطبيعي ولا يؤثر بشكل سلبي على أدائه للمهام العقلية المطلوبة، فكيف يستعد الطالب لأداء الامتحانات بنجاح؟ لكي يحقق ما يصبو إليه من تفوق ويهنأ بما أحرزه من نجاح ويسعد الوالدان بهذه اللحظات التي تنسيهم تعب الليالي والأيام فلابد من تضافر الجهود في تحقيق الأهداف المرجوة من التعليم، لذا يجب على كل طالب أن يعي ما يجب عليه من استعداد وذلك يكون بالاستعانة بالله والتوكل عليه والدعاء بأن يوفقهم الله،والتفاؤل بالنجاح والحذر من التفكير السلبي.