16 سبتمبر 2025
تسجيلتساءل الكثيرون بمزيد من الاستغراب عن اهتمامنا الأخير بموضوع العنف ضد الأطفال وهل يستحق طرح كل هذه المقالات وهل هناك ظاهرة فعلا موجودة في قطر اسمها"العنف ضد الأطفال "؟؟!!! نحن هنا يا أيها الإخوة والإخوات نكتب لأجل الوقاية قبل العلاج، فكثير من مشكلاتنا التربوية والإجتماعية حصلت وتفاقمت بسبب غياب مفهوم "الوقاية خير من العلاج". لأجل هذا أفردنا هذه المقالات من أجل فئة غالية وعزيزة على قلوبنا الذين هم ورد الحاضر وأمل المستقبل وحمايتهم ورعايتهم وإعدادهم ليكونوا جيل المستقبل الذي ستبني عليه قطر رؤيتها لــ2030. يقول الدكتور العياشي استاذ علم الإجتماع في جامعة الإمارات ما نصه " الأطفال هم أمل المستقبل ودعائم الغد العناية بهم في كل مجتمع دليل على الوعي الحضاري فهم من جهة يمثلون الشريحة الواسعة من المجتمع ومن جهة أخرى يرتبط بهم تقدم المجتمع ونهضته "، وتشير المعلومات والإحصاءات إلى أن الظاهرة أصبحت تمثل كابوساً حقيقياً يجثم على صدور المجتمعات النامية والمتقدمة على حد سواء فتبين الأبحاث أن هناك من 2 — 4 ملايين طفل في أمريكا يتعرضون للعنف سنوياً. والملاحظ أن الدراسات والإحصائيات في هذه المشكلة في البلاد العربية قليلة جدا بسبب العادات والتقاليد وصعوبة الإفصاح عن هذه الظاهرة ومسبباتها وقلة المؤسسات المعتنية بهذه الظاهرة وهذا ما يجعلنا هنا نؤكد ضرورة التعاون الجاد والمهم جدا مع المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة في سبيل الوقاية من تفاقم الظاهرة واستفحالها لما تشكله من خطورة على لحمة المجتمع القطري وتماسكه. ولا تكفي زيادة الموارد المالية التي يجب أن تخصص لمثل هذه المؤسسات الإجتماعية بل يجب أن يكون هناك وعي مجتمعي لخطورة هذه القضية والتكاتف مع المعنيين والباحثين والأخصائيين لمنع حدوث هذه الظاهرة أو على الأقل الحد من زيادتها. كما يجب أن تكون هناك صرامة في الإجراءات القانونية لكل مرتكبي العنف ضد الإطفال وتشريع قوانين عادلة وحازمة لكل من يسيء المعاملة لهذه الفئة الغالية على قلوبنا. وهنا لابد أن نتطرق للدور الإعلامي المهم في التوعية والإرشاد سواء كانت الوسائل الإعلامية المقروءة أو المسموعة والمرئية واستضافة الباحثين والخبراء والقانونيين لتوضيح كل ما يتعلق بهذه القضية ومنع أي برامج أو مسلسلات تولد العنف عند الأطفال. ولا نغفل دور وزارة الأوقاف والدعاة في خطبة الجمعة للتطرق لهذه المشكلة وواجب قيام الدعاة والمصلحين بزيارات متكررة للمدارس للتوعية الدينية وضرب الأمثلة بسماحة الدين الإسلامي واهتمام الإسلام كشريعة غراء بالعناية بالطفل وتربيته ومنع أي عقاب بدني أو نفسي يفضي للإضرار بالطفل وصحته. وختاماً أيها الأب... أيتها الأم تذكروا عقاب العلي القدير فعليكم بالصبر وإحتساب الأجر عند الكريم جل وعلا وتذكروا أن البلاء من جنس العمل وأن الله حي لا يموت وهو الذي يمهل ولا يهمل... فالله الله بطفلكم فهو بحاجة للحنان لا العذاب وبحاجة للتشجيع لا التدمير... فحافظوا على الأمانة التي أمنكم الله إياها ليبارك لكم الله في بقية أولادكم ولكم خير الجزاء من صاحب الجزاء.... [email protected]