16 سبتمبر 2025
تسجيلمن عظيم اهتمام الإسلام بالمرأة أن شَرَع لها من الضوابط ما يتناسب مع طبيعتها الضعيفة الرقيقة، ويحفظ لها أنوثتَها من التلاشي والضياع، فتصير تشبه الرجلَ في صفاتٍ لا تليق بها.ومن هذه الضوابط - التي لزم الأمر في هذا العصر أن نوضحها ونؤكد عليها- أمر الخلوة والاختلاء بين المرأة والرجل، فلقد حرَّم الإسلام الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، ولا يحلُّ ذلك إلا بوجود محرمٍ لها.• السائق والمرأةوفي الحقيقة فإن أمر الخلوة أصبح البعض يتساهل فيه للأسف الشديد، وهذا مؤشر خطير ويُنذِر بمستقبل مرير وتغيُّر لطبيعة المرأة المسلمة بنت البيئة المحافظة.ففي بعض البيوت يحضر الأب أو الزوج سائقًا للبيت؛ ليقوم بتلبية طلبات الزوجة والأبناء في البيت، وفي الخروج من المنزل في عدم وجود الأب أو رب الأسرة.والرجل يرى بإحضاره السائقَ راحةً له من متاعب الخروج وتلبية المتطلبات للزوجة والأبناء، ويتعلل بانشغاله وكثرة أعماله وعدم قدرته على القيام بهذا الأمر.وأنا هنا لا أتكلم عن إحضار السائق في حد ذاته، ولكنَّ البعض يترك الأمر مفتوحًا بشكل لا يليق بالبيت المسلم المحافظ؛ فتخرج الزوجة مع السائق دون وجود محرم في خروجات عديدة وأماكن بعيدة وطرق خارجية بعيدة عن المدينة التي تسكنها المرأة، وكذلك البنات يكثر خروجهن مع السائق دون وجود أحد الإخوة، ويغفل رب الأسرة أو الأم عن الانتباه لهذا الأمر والتنبيه على بناتهم بعدم التساهل في هذه الخلوة، فهي خلوة محققة، فلابد أن نضع لها حدًّا، وتكون منظَّمة وبشروط وضوابط أكثر من ذلك الوضع المُخجِل.فنحن نُعلِّم بناتنا الحياء والتستر فلا يصلح أن نتساهل في خروجهن مع السائق ونشجعهن على الجرأة والترجُّل مثلها مثل إخوانها الشباب.•المرأة وقيادة السيارةعلى الجانب الآخر، نجد بعض البيوت التي تسمح للمرأة بقيادة السيارة، فهناك بعض البيوت في حاجة ماسة لذلك، ولكن هناك بعض البيوت لحاجة ودون حاجة وبدون ضوابط أحياناً؛ فتنطلق المرأة في هذا الأمر دون حسيب ولا رقيب، وتفرح بالتحرر الزائد وعصر الانفتاح والمساواة بينها وبين الرجل، وتلك العبارات التي جلبت للمجتمع المسلم الويلات ولا حول ولا قوة إلا بالله.فنجد بعضَ النساء إلا مَن رحم ربي تزاحم الرجال في الطرقات، وبعضهن تولعت بما تولع به بعض الشباب من سرعة وتهور وتتسابق في السيارات وغيرها من الأمور، وبعض البنات أصبحت تذهب لأماكن بعيدة وفي أوقات متأخرة من الليل أحياناً، وتسافر وحدها بدون محرم، وتغدو وتروح بالسيارة، وربما ذهبت إلى أماكن بعيدة وحدَها متناسيةً ما في ذلك من الخطورة عليها.•قصة حقيقية:وهناك حادثة وقعت يحكيها لي أحد الثقات، عن إحدى النساء التي تولعت بقيادة السيارة لحاجة ودون حاجة وأُعجبت بهذا التحرُّر الزائد، وكانت تقود سيارتها وذهبت إلى منطقة بعيدة ووعرة وحدَها دون وجود محرمها، فإذا بها وهي في الطريق تنفجر عجلة القيادة، فتتوقف السيارة وتنزل المرأة لتُفاجأ بأن الأمر صعبٌ عليها فيصعب التعامل معه كالرجل، وحينها شعرت بضعفها، وأدركت أنها امرأة ويستحيل أن تكون رجلًا في هذا الموقف، وأن طبيعتها لا تؤهلها لإصلاح عجلة السيارة أو تغييرها، وعندما رآها بعض الشباب نزلوا لمساعدتها، ولكنها وقتئذٍ خافت واستشعرت أنها وحدها ليس معها مَحرم، وهنا أدركت أن محرمها معها بمثابة حصن أمان لها، وأنها لا تستطيع أن تعرف ما في نفوس البعض من الخُبث واللؤم. فكيف لها أن تسمح لشبابٍ لا تعرفهم بمساعدتها وتُعرِّض نفسَها للخطر وهي في مكان بعيد ومعزول؟!وقتها ندمت هذه المرأة على خروجها عن النطاق الذي حدَّده لها الشرع، وأن في التزامها بالضوابط الشرعية حمايةً ورعايةً لها وحفاظًا على كرامتها وصيانةً لسمعتها من القيل والقال.•دعاء:نسأل الله أن يحفظ نساءنا وبناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وجميع نساء وفتيات المسلمين، وأن يُجمِّلهن بالستر والحياء والحشمة والوقار، ويجنبهنَّ الجرأةَ والسفور والتبرج، ويكفيهنَّ شرَّ كل ذي شر.