12 سبتمبر 2025
تسجيللا أدري كيف يرضى العقلاء والشرفاء الأحرار في كل من العراق ولبنان بأن تصبح أراضيهم وأوطانهم مسرحاً للعرائس تلهو به أجندة الآخرين وتحديداً من إيران حيث تحرّك الأيدلوجية الإيرانية كلا من "حزب الله" اللبناني ورئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" حيث أصبحا يتحركان وفق إرادة مشتركة اجتمعت على التعاون فيما بينهم للقضاء على أهل السنة في العراق ولبنان بعد أن قطعت هذه الأيدلوجية شوطاً طويلاً في إيران الجمهورية "الإسلامية"، وها هي تتحرك عبر مؤيديها ومواليها في هذين البلدين رغم عدم رضا عموم الشعبين العراقي واللبناني عن هذه الأيدلوجية والتي تريد الدخول في حرب خفية مستترة تنتهز الفرص للقضاء على خصومها .. لا من الصهاينة .. بل من أهل السنة. وليست تلك بدعوى أزعمها وإنما هي حقيقة معروفة لدى رجال السياسة وأهل الاختصاص في الشؤون الدولية بل وناقشتها العديد من المؤتمرات والندوات بل وألفت فيها الكثير من الكتب وتحدث عنها الكثير من المحللين عند الحديث عن العلاقة الرابطة بين "حزب الله" اللبناني وإيران أو العلاقة الوطيدة الآن بين "حكومة المالكي" وبين إيران ومدى تطابق أهدافهم مع بعضهم البعض، وليس من دليل دامغ على ذلك هو ذلك التوافق الذي أظهرته الثورة السورية المباركة والتي كشفت لنا زيف ما يزعمون وكذب ما يقولون وبطلان ما يفترون. وليس بمستغرب أن نكتشف خيانة "حزب الله" للقضية الفلسطينية وتواطؤهم مع الكيان الصهيوني في العديد من المؤامرات ولعل وثائق ويكليكس المسرّبة قد أظهرت "بلاوي" و"فضائح" تتعلق بالتعاون الخفي بين الطرفين من أجل إحباط أي مقاومة فلسطينية لهذا الكيان السرطاني في جسد الأمة العربية والإسلامية، وليس ببعيد أن نكتشف ماهو أسوأ من ذلك من قبل إيران بدليل ذلك الهجوم العنيف من قبلها على وثائق ويكليكس، فلا يخاف من تلك الوثائق إلا كل من له خفايا وأسرار يخشى أن يكتشفها الآخرون فيُفتضح أمره وينكشف سرّه. ولهذا فليس بمستغرب أن يتواطأ هذا الحزب مع النظام السوري المجرم لمعاونته في قتل شعبه، بل ونصرته بالمال والرجال والسلاح، ناهيك عن الدعم المعنوي الذي ما انفك المدعو "حسن نصرالله" يقاتل ويناضل من أجل الدفاع عن سمعة هذا "الطاغية المجرم" الذي تلوّثت يداه بدم الأطفال والأبرياء من شعب سوريا، هذا الحزب المتواطئ معه في هذه الجريمة لابد أن يقف أمامه وفي وجهه الشرفاء والأحرار في لبنان خصوصاً والعالم العربي والإسلامي عموماً من أجل محاكمته وتجريمه ومناهضته والتنويه بخطره والتعريف بمؤامراته تجاه حرية الشعب السوري، وليس بغريب أن يتناقض هذا الحزب بمبرراته الواهية في الدفاع عن المجرم القاتل "بشار الأسد" ووقوفه في صفّه رغم وضوح الصورة بعدم أهليته ليصبح رئيساً لسوريا ورفض شعبه لحكمه، تماماً مثلما رفض الشعب اللبناني بأكمله التدخل السوري في بلدهم باستثناء هذا الحزب الذي غرّد خارج السرب اللبناني ليطير مع غربان مثله تحوم في المنطقة لتجعلها "مقابر" جماعية لأهل سوريا. وليس بمستغرب كذلك ذلك الدعم الواضح من قبل حكومة نوري المالكي الذي أدار ظهره لشعب العراق وسعى لمصالحه وأطماعه الشخصية، ناهيك عن تواطؤه ضد أبرياء شعبه مع قوات الاحتلال الأمريكي التي كشفت لنا الوثائق مدى تعاونه معهم في قتل الأبرياء وتعذيب المعتقلين وبخاصة من أهل السنة هناك، فليس بغريب بعد ذلك أن يشترك مع النظام المجرم في سوريا ويمد له يد العون بل ويشاطره العمل المشترك في إبادة شعب سوريا، متخذاً من العراق طريقاً لتمرير الأيدلوجية الإيرانية من طهران إلى دمشق، مستهيناً بكرامة الشعب العراقي الأصيل الذي يأبى أن يُلطّخ اسم وطنه في قتل شعب مسلم جار. وعند الحديث عن إيران ودعمها للنظام السوري فإننا يجب أن نتوقف كثيراً لأن الأهداف تبدو الآن واضحة في كثير من الملامح المشتركة بين النظام السوري وإيران سواء عند الحديث عن مناهضة حرية الشعوب أو الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان والتي لم يهتم لشأنها أحد لأن ضحاياها "أقلية" مسلمة من أهل السنة في إيران، والتي تحتاج إلى وقفة عربية إسلامية من أجل إيقاف جرائم حكومة أحمدي نجاد تجاه هذه الأقلية المظلومة، وأدرك بأن في إيران أحرار وشرفاء لا يرضون بهذا الظلم الواقع على جزء من أبناء وطنهم فكيف إذا ما عرفوا بأن وطنهم يساهم في ظلم الشعب السوري كذلك.. حتماً لن يرضى هؤلاء الشرفاء بأن تكون أوطانهم مهداً لحروب إبادة ومكاناً للظلم والاستبداد. إن جميع الدول العربية والإسلامية مطالبة بأن تقف موقفاً شجاعاً واحداً تجاه هؤلاء الذين "قتلوا" الشعب السوري بدم بارد وشرّدوا ما تبقى منهم، بعدما استباحوا أرض سوريا وأكثروا فيها الفساد، فالنظام السوري لم يكن بمقدوره الصمود لمدة عام وأكثر وهو يقتل يومياً العشرات من الأبرياء إلا بعد أن أيقن بأن هناك رفقاء وشركاء له في هذه المعركة الخاسرة بإذن الله، فهل سينتفض الشرفاء والأحرار في إيران والعراق ولبنان للوقوف ضد تلك الحكومات والأحزاب المجرمة التي لا تزال تقتل الشعب السوري .. أما أنهم سيقفون مكتوفي الأيدي يتفرجوا على "هجوم الذئاب" هذا.