12 سبتمبر 2025
تسجيل* بعد الحرب العالمية الأولى جرت حرب أخرى جرفت بسيلها الأخضر واليابس، ألا وهي تأثر الشعراء العرب بالأدب الغربي والتكنولوجيا الغربية، حتى إن بعض شعراء العرب كتبوا قصائد عن الطيارة وعن السيارة والقطار.. إلخ، لدرجة أن البعض من أدبائنا طالبوا بتهميش اللغة العربية لأنها لم تعد صالحة للعصر، فانبرى لهم العقاد وحافظ وغيرهما، في الدفاع عن اللغة العربية، حيث قال العقاد في دفاعه:لغة الكامل في استرسالهوابن خلدون إذا صح وصاباإن للفصحى زماماً ويداًتجلب السهل وتقتاد الصعابالغة الذكر لسان المجتبىكيف تعبا بالمنادين جواباكل عصر دارها إن صادفتمنزلاً رحباً وأهلاً وجناباإيت بالعمران روضاً يانعاًوادعها تجر ينابيع عذابا* وهذا الشاعر حافظ إبراهيم الذي أطلق تائيته الشهيرة في الدفاع عن اللغة العربية، فقال على لسانها:رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِيوناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِيرَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَنيعَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتيوَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسيرِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِيوسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِفكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلةٍ وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِأنا البَحْرُ في أحشائه الدر كامِنٌفهل سَاءلوا الغَوَّاصَ عن صَدَفاتيفيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِنيومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِيفلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّنيأخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتيأرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ًوكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِأتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناًفيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِأيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌيُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتيولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ بما تحتَه مِنْ عَثْرَةٍ وشَتاتِسقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرةِ أَعْظُماًيَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِيحَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُهلهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِوفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌحَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِأرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاًمِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِوأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّةًفأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتيأَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُإلى لغةٍ لمْ تتّصلِ برواةِسَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَىلُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِفجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعةًمشكَّلةَ الأَلوانِ مُختلفاتِإلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌبَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِيفإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلىوتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتيوإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِوسلامتكم...