14 سبتمبر 2025

تسجيل

تفاهة بـ 55 ألف دولار !

05 مارس 2015

مواطن (خليجي) يشتري أغلى لعبة (جنسية) في العالم بـ 55 ألف دولار أميركي رغم ان سعرها في الأسواق الأميركية لا يتجاوز مبلغ الـ (400) دولار ذلك أن ( المشتري الثري) طلب ترصيعها بالزمرد والألماس والياقوت وشحنها لمحل إقامته !..حسناً فبعد (النعال) الذي اشتراه أحد الخليجيين (بنصف مليون دولار) يأتي لنا أحد ( التافهين) ليتبجح بثروته ويتعالى بما يملكه من مال ويعلن إن ما اشتراه هي (لعبة) في الأول والنهاية وليت الموضوع يقف عند هذا الحد السخيف ولكنها (لعبة جنسية) تأخذ شكل الأنثى التي تبرز مفاتنها بصورة وضيعة ولا يكاد يستر جسدها شيئاً!!.. ما هذا؟!..ولماذا؟!..وكيف؟!..فهل لهذه الدرجة أصبحت التفاهة تربو بيننا كالطفل الرضيع والذي عوضاً عن تنشئته وتربيته على الصلاح والفلاح نتركه للغة الغرائز لتربيه فيكبر بها وتنمو بداخله بحرية لا رقيب لها ولا عتيد؟!!..فعندما كتبت سابقاً عن (الخليجي) الذي اشترى (النعال) بنصف مليون دولار وكان عنوان المقال ( سود الله وجهك) قامت بعض المنتديات وهاجت وماجت وتعرضت لشخصي وشتمي لأنني لم أنتق عنواناً أفضل من هذا وإنه (حر) بماله فليأتوا الآن ويبدوا رأيهم في هذا (الخليجي الجديد) وليقدموا له التهنئة على (خيبته) وعلى الدعاية المشرفة التي يتوالى الخليجيون والعرب نشرها وتعريف العالم بنا وليقترحوا عنواناً لمقالي هذا والذي لم أختره من شدة الحنق والغضب الذي أشعر بهما الآن ولكن ليطمئنوا فإني اليوم مادحة غير ذامة!!..ليفردوا عضلاتهم اليوم ويخبرونني ما رأيهم بهذا (التافه) الذي لم يستر خيبته ويحفظ ماء وجهه من التي أعدها اليوم فضيحة وحسبها هو مباهاة فارغة كاذبة!!..فماذا يريدون مني الآن؟!..أن أصفق وأبارك وأقترح عليه أن يقيم مزاراً للعبته (الجنسية) ويغطي تكاليف ثمنها من رسوم زوارها الفضوليين؟!!..أم تريدون لي أن أشد على يديه وأرهف سمعي وبصري لحين ظهور (تافه ثالث) يشتري هو الآخر ما يخجل المرء منه بآلاف من الدولارات الخضراء فأكرر التهنئة لحين ظهور رابع وعاشر؟!!..للأسف إن كل ذلك يقع تحت بند الحرية الشخصية رغم إن ما يفعله هؤلاء يسئ لنا كخليجيين وعرب ومسلمين أيضاً..فالمسألة لم تعد مسألة أنا أملك المال ولي الحرية فيما أفعله ولكنها مسؤولية بما يمكن أن نفعله بهذا المال الذي هو نعمة من الله عز وجل وسيتم سؤالنا عما فعلناه بهذا المال يوم القيامة!..فما هي الفائدة التي ستعود على هذا المتبجح وهو يرمي بأكثر من خمسين ألفاً لشراء لعبة تصنف بأكثر الألعاب جنسية؟!..فهل لهذه الدرجة أصبحنا نجاهر بالمعصية عن طريق النعمة؟!..هل لهذه الدرجة أصبح بعضنا يقتات شهرة فارغة مضحكة بالية حتى ولو كان ذلك على سبيل كرامته الشخصية الممتهنة تحت أقدام الجنس المتمثل في لعبة صنم لا روح لها ولا عقل؟!..ماذا بعد؟..أخبروني..ماذا بعد هذه الصفقة ؟!..ماذا بعد شهرة بعض الخليجيين بنعال ولعبة جنسية؟!..ماذا بقي من فضلات الغرب السخيفة ليروجوه في بعض العقول الخليجية والعربية لاستنزاف أموالهم وغرائزهم الرخيصة وهم يضحكون في الخفاء على غباء هؤلاء المشترين الذين لا إحساس لهم ولا توجد مسؤولية واعية تتحرك في جنباتهم حول المكب الحقيقي الذي يجب أن تذهب إليه هذه الأموال؟!.. سود الله وجهك.. من حقي وحق كل إنسان يشعر بالغثيان والقرف من الفعل الفاضح لهذا المليونير الخليجي أن يقولها ويعيدها ويسرف في تكرارها لأن ما يجري يجب أن يتوقف وأن يلقى ردعاً قوياً يكف أصحابه عن استمرار ما يهين عروبتنا وإسلامنا وهويتنا .. فالمال مالهم ولكن السمعة لنا جميعاً..فالخير يخص لكن الشر يعم.. وشر هؤلاء الأثرياء وبال علينا..فقد بات يكفينا ما نشهده من سيرة خارجية لا تسر.. يكفينا ان إسلامنا مصاب في خاصرته بالإرهاب والقتل والدم والعنصرية.. يكفي عروبتنا محاصرة في المطارات وتعقيدات في الدخول والخروج واسم أطهر الخلق (محمد) مشتبه فيه!.. يكفينا يا هؤلاء تقصيرنا في نصرة أبناء جلدتنا وديننا ودمنا .. كاف ما نحن فيه ليأتي (الأباطرة) المزهوون بقوة المال ويزيدوننا من تخمة الشقاء ما تعجز النفوس عن تحملها.. ولن أأتي بذكر مصائبنا العربية وعوز أهلنا في فلسطين وغزة بالذات وعمارها الموعودة به فقد باتت الأسطوانة مشروخة ولكن حنانيكم بما تبقى من العزة العربية ..خفوا وخففوا.. فوالله إني أرأف بالأجيال القادمة من سوء الإرث الذي سنتركه لهم.. أما صاحبنا أعلاه فهنيئاً لأبنائه الإرث المرصع بالألماس المخبأ في صدر عار للعبة لعوب لعبت برأس والدهم فاستنزفت منه ما يزيد على مائتي ألف ريال قطري!!.. ونعم الوالد حقاً !!فاصلة أخيرة:بين (التفاهة) و(النباهة) خيط رفيع.. فالأولى تعيش بيننا بدون عقل وتستمر.. بينما الثانية تستأثر بالعقل كله فلا تعطي لشقيقتها منه شيئاً فيصيبها داء الكوليسترول فتموت !!