16 سبتمبر 2025

تسجيل

قمة الكويت العربية.. تحديات وآمال !

05 مارس 2014

في ظل ظروف دولية ساخنة، وأوضاع إقليمية متفجرة، ومع مآسٍ دموية مروعة تجتاح العالم العربي زارعة الرعب والدمار والدماء في بطاح الشام والعراق واليمن ونقاط عربية ساخنة أخرى، ستعقد القمة العربية في دولة الكويت في الخامس والعشرين من الشهر الجاري (مارس 2014) لتكون قمة مفصلية ومحورية وحاسمة، فالكويت وهي الدولة العربية الخليجية الرائدة، ستحتضن هذه القمة والأمة العربية في أسوأ حال منذ انبثاق النظام الجماعي العربي عام 1945 بعد تأسيس جامعة الدول العربية في أجواء مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهي مرحلة كانت لها تداعياتها وفلسفتها وإطارها السياسي الخاص الذي طبع مؤثراته على مستوى إدارة الصراع الدولي وبما أفرزته الأوضاع وقتذاك من انقسام حاد بين الشرق والغرب. تواجه قمة الكويت العربية تحديات كبرى وملفات شائكة، لعل حالة الحرب في سوريا هي من أعقد صورها وتشابكاتها، فالأوضاع الإنسانية هناك قد وصلت لدرجة غير مقبولة بالمرة، وجرائم النظام الحاكم قد تفوقت على جرائم الصهاينة في فلسطين، والعالم بأسره يقف متفرجا على المأساة ولا يبالي بها بالقدر الكافي الذي من شأنه منع حملات الإبادة التي تقوم بها عصابات النظام القاتل وحلفاؤه بشكل منهجي ومنظم، خصوصا وأن الجامعة العربية بعد فشل كل جهودها لكبح جماح النظام قد ألقت بالكرة في الملعب الدولي والذي فشل حتى اللحظة رغم مرور ثلاثة أعوام على الثورة السورية، كانت من نتيجتها مصرع مئات الآلاف من السوريين وتمادي النظام في استعمال أسلحته القذرة رغم تطوعه عن طيب خاطر لتقديم بعض من سلاحه الكيماوي الذي كان معدا للتوازن الإستراتيجي مع إسرائيل لفرق التدمير والإزالة!!. لدولة الكويت تاريخ حافل وموثق ومجيد في العمل الدبلوماسي الدولي، وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من المتمرسين في المجال الدبلوماسي، فهو قبل تبوئه مسند الإمارة كان عميدا للدبلوماسية العربية وعاش وشارك في صنع أحداث سياسية تاريخية ومحورية دوليا وهو يدرك بما له من ثقل ووزن إقليمي ودولي بمدى الثقل النوعي الذي تتميز به الدبلوماسية الكويتية وهي تخوض اليوم في معترك صعب محوره الأساسي تنقية الأجواء في العالم العربي، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والتحرك الميداني الفاعل لإيقاف آلة القتل والمجزرة السورية، وتعبيد الطريق لإجراء مصالحات في العراق وليبيا واليمن وإعادة أجواء التضامن العربي التي غابت طويلا واندثرت أخبارها للأسف!!، في قمة الكويت العربية تتجدد الآمال والتطلعات لقيادة كويتية ناجحة وفعالة للعمل العربي المشترك تكون بمثابة فاتحة خير لإغلاق الملفات الدموية الكارثية وللتطلع لبناء المستقبل على قواعد احترام حقوق الإنسان، فللكويت أيادي خير سابقة في حل النزاعات في لبنان واليمن والمغرب العربي وحتى على مستوى التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية، وبخبرة أميرها وحكمته وتجربته يتحرك وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد لخلق ظروف وأجواء تتيح لقمة الكويت العربية النجاح والخروج بنتيجة ميدانية لا تجعلها مجرد رقم من تسلسل طويل لمؤتمرات لم تحقق أهدافها، بل أن تكون اختراقا سياسيا قويا ينجح بنزع الفتيل عن قنابل إقليمية خطرة للغاية!. على أرض الكويت العربية أرض الخير والسلام تنمو التطلعات ويتجدد الآمل بقدرة الأمة العربية على نزع الأشواك السامة من جلدها المثخن بالجراح، وأن تصاغ جملة من القرارات التاريخية القابلة للتنفيذ الميداني تعيد البسمة للوجوه العربية المتعبة التي عانت من الحروب والدماء والدموع، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم..