12 سبتمبر 2025
تسجيلأصبحت ظاهرة الفتيات المسترجلات أو ما يسمى بالمصطلح العامي"البويات" ظاهرة منتشرة في الدول العربية عامة وفي دول الخليج خاصة. وقبل أسبوع صدر تعميم حكومي من وزارة التربية والتعليم في السعودية لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي في مدارس البنات وهو اعتراف ضمني بوجود تلك الظاهرة وانتشارها داخل المدارس والتي تحولت إلى مرتع خصب لبعض السلوكيات الشاذة والتي تمارس بين بعض الطالبات وبشكل علني. وقد وصل الحال ببعض الفتيات المسترجلات إلى محاولة التشبه بالرجال ليس في طريقة المشي والملابس فقط بل في تربية الشعر في منطقة الشارب واللحية بحلقها بشفرة الحلاقة الرجالية ثم تغيير أصوتهن لتأخذ نبرة صوت الرجل وتقمص شخصية الشاب ومخاطبة بعضهن البعض بصيغة المذكر وتكوين عصابات داخل المدارس والجامعات وإقامة العلاقات الشاذة مع فتيات أخريات. واضطراب الهوية الجنسية قد يكون سببه نفسيا نتيجة فقدان الثقة في النفس بسبب التفرقة في المعاملة بين الإخوة والأخوات داخل الأسرة بحيث يمنح الذكور النصيب الأكبر من الاهتمام والرعاية أو أن تكون الفتاة قد نشأت داخل وسط ذكوري فيتحتم عليها التعامل معهم بنفس الأسلوب الذكوري الذي يتعاملون به فيما بينهم. كما أن للرفقة السيئة والشلة دورا كبيرا في تغيير سلوك الفتاة ومحاولة محاكاة سلوك الجماعة فتتقمص الشخصية المسترجلة رغبة في الحصول على الحب والاهتمام ولفت الأنظار. الكثير من تلك الحالات لا تعاني من شذوذ هرموني بل من عدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على التواصل مع العالم الخارجي، مما يشعرها باليأس والإحباط وأنها غير مرغوب بها فتحاول محاكاة السلوك الذكوري كنوع من جذب اهتمام الآخرين وإعجابهم والحصول على الشهرة حتى لو كانت سلبية وتؤثر على سمعتها.وعلاج تلك الحالات ليس بالأمر المستحيل وأعرف عددا من الحالات بمجرد خضوعها للعلاج أو خطبتها رجعت لشخصيتها الحقيقية والاعتزاز بأنوثتها.وينبغي لمواجهة تلك الظاهرة والتي انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة التعامل مع الأسباب الحقيقية التي تدفع بالفتيات لمحاكاة السلوك الذكوري حتى ننقذ فتياتنا من هذا النفق المظلم وتقديم العلاج النفسي والتأهيلي لهن داخل المدارس وخارجها. كذلك علينا الحرص على بث برامج تثقيفية في وسائل الإعلام المختلفة للتوعية بحجم الظاهرة والتحذير من الآثار السلبية والخطيرة لما تقدمه بعض القنوات الفضائية من مسلسلات وأفلام تشجع على الرذيلة. كذلك ينبغي التصدي لما يوجد في الكثير من مواقع الإنترنت من تشجيع للإباحية الجنسية والشذوذ والدعوة للتحرر من القيم الدينية والأخلاقية واعتبار الشذوذ الجنسي والتشبه بالرجال حرية شخصية[email protected]