13 سبتمبر 2025
تسجيلمن المعروف أن للشعر والشعراء منزلة كبرى وعظيمة ورفيعة عند العرب منذ الزمن السحيق وكانت القبيلة قبل الإسلام تحتفل بشعرائها، بل وتدق له الطبول وتتباهى به عند القبائل الأخرى.. وكما قال الجاحظ إن العرب كانت تحتال في تخليدها بأن تعتمد على الشعر الموزون والكلام المقفى وكان الشعر هو ديوان العرب.وإذا كان من الإنتاجات الأدبية التي يجب أن نشيد بها كإصدارات هو ما قدمه معجم البابطين الذي جمع الشعراء العرب في فترة زمنية معينة شملت أهم الشعراء العرب وأعذب ما قدموه من إبداعات من مواقف مختلفة في قصائدهم على الزمن وبما تتضمنه من سلامة اللغة وصحة الإيقاع وشعرية النص عبر مسيرة الشعر العربي وهو ما لاقى نجاحا كبيرا من الأوساط الأدبية والشعرية والإعلامية في الوطن العربي وليس في الخليج فقط.ومؤخراً وعلى صعيد آخر قدمت إذاعة قطر برنامجا أشبه بموسوعة شعرية رقيقة هادفة أذيعت 30 حلقة في دورة سابقة وهناك 30 حلقة أخرى جديدة لنفس البرنامج.. البرنامج بعنوان "شعراء الفصحى في الخليج" والذي يقدمه الإذاعي الصديق محمد الجوهري بصوته المعبر وأدائه الرشيق ويتناول فيه أشهر شعراء الفصحى في دول الخليج الست وعلى سبيل المثال: الأمير عبد الله الفيصل، الدكتور غازي القصيبي، حسن عبده القرشي، فهد المساعد السبيعي.. الشاعر محمد الفيحاني وأحمد يوسف الجابر.. عبد الرحمن المعاودة، إبراهيم العريض، علي عبده، الخليفة دعيج الصباح، سعاد الصباح، طلال السعيد، أحمد العدواني وغيرهم.ولعلي هنا لا أبالغ لو تمنيت أن تجمع مادة هذا البرنامج على مدى حلقاته ويتم إصدارها في كتاب يوثق لهؤلاء ويكون في الوقت نفسه مرجعا لكل باحث أو قارئ أو مهتم، سواء من الجيل الحالي أو أجيالنا القادمة والتي ستكون في أمس الحاجة لمن يقدم لهم ذلك وسط الإعلام التقني المسيطر علينا جميعا.آخر السطور:أتمنى ونحن مع بداية عام جديد سعيد علينا جميعا أن نرى فنا مميزا على كافة الأصعدة، فنحن في أمسِّ الحاجة لسينما تعبر عن مشاكلنا ولكن دون إسفاف، دون مبالغة، دون افتراء، وأن نرى مسرحا يضيء ليالينا بأضواء ثقافية تلهب يدينا من التصفيق لها، مسرحا وإن احتوى ترفيها لا يكون مسفا ومسلسلات تناقش قضايانا، فهل من مجيب؟ إنها أمنية وليست بعيدة عن المبدعين المخلصين.