11 سبتمبر 2025
تسجيلإن قيم الإسلام وآدابه تقوم على الإيجابية والطموح فيربي أبناءه على الهمة، فمن فضائل العبودية لله تعالى الافتقار إلى الله تعالى بأن يجرد العبد قلبه من كل الفتن والأهواء، ويقبل على العبادات متذللا مستسلما لربه متعلقا قلبه بمحبة الله تعالى وطاعته، فحياة المؤمن كلها صراع بين الحق والباطل والهدى والضلال، فإن هو استجاب لداعي الحق والهدى ارتقى إلى أعلى الدرجات العالية والرؤية الواضحة فيحقق الإنسان هدفه وعندئذ يفرح بنجاحه، فالإسلام دين الحضارة والرقي والتقدم اهتم بالحث على طلب العلم وحب التعلم، لأن العلم في نظر الإسلام له أهمية خاصة، فلقد نفى القرآن الكريم التسوية بين من يعلم ومن لا يعلم فقال الحق سبحانه وتعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) الزمر:9، لذا فالعلم يشمل كل علم نافع سواء كان العلم دينيا أو دنيويا نظريا أو تجريبيا ما دام أنه في خدمة الدين والدنيا وما دام أنه في إصلاح الكون والحياة والإنسان. فالعبد يتقرب إلى ربه ويطمع في المغفرة والرحمة فيحفظه الله بها ويهذب نفسه، لذا تعد الإيجابية والإرادة القوية التي تنبعث من داخل الإنسان شعورا يرفعه إلى قمة الثبات والعطاء ويدفع عنه الجزع والهلع، وفيها إعانة للعبد المسلم على ما يواجهه في دنياه من مصائب ونكبات فالدنيا دار ابتلاء وامتحان، فلا توجد كلمة مستحيل في قاموس الحياة فمهما كانت الصعوبات والمشاكل شاقة فإن الإيمان والإصرار والعزيمة والإرادة كفيلة بالتغلب عليها.. فالدافع للكتابة في هذا الموضوع هو توجيه القارئ لبعض النقاط التي تصل به إلى النجاح وكسر قيود الفشل والإحباط حتى يصعد المرء سلم النجاح ويغير حياته إلى الأفضل، بهمته العالية وسعيه نحو النجاح وتحقيق ما يصبو إليه، وعندها تتذكر أن من كانت همته بالثريا نالها، فهدي الإسلام يولي أهمية خاصة لبناء الذات فهو يركز على حب التعلم والتعليم والمعرفة العقلية والنقلية والاهتمام بالنواحي الأكاديمية التي تنتج جيلا يكتسب الخبرات التعليمية، بما يجعله عنصرا مفيدا في مجتمعه، ولا يتحقق هدا النفع إلا إذا توج بالاجتهاد والمثابرة لذلك فإن منظومة التعليم تولى اهتماما خاصا للتعليم القائم على أسس سليمة مما يكون له الأثر الإيجابي على الفرد وعلى المجتمع.إن الإنسان الإيجابي هو الذي يقبل على الحياة بقلب مشرق ونفس راضية ويكون الإخلاص عنوانه والإتقان سبيله، وتكون له أمنياته وطموحاته التي يحقق بها الإنجازات التي تجعله ناجحا في حياته، لذا فهو جميل يرى الوجود جميلا، فالإسلام جعل الإتقان قربة يتقرب بها المرء إلى الله تعالى لأن المسلم يفترض فيه أن تكون شخصيته إيجابية مقبلة على الحياة متفاعلة معها، فالإنسان مطالب بتحقيق شروط الخلافة في الأرض والسعي في مناكبها عبادة لله وإعمارا للأرض، ولا تتم الاستفادة مما فيها من ثروات وخيرات إلا بالعمل الجاد المخلص والمتقن، فإنه مما لاشك فيه أن لكل منا العديد من الأمنيات والآمال والكثير من الطموحات، ولاشك أيضا أن كلا منا يتطلع نحو الأفضل ويسعى للحصول على أكثر مما لديه، فهذه هي طبيعة جميع البشر وهي الفطرة التي تظهر بجلاء بشكل أو بآخر في شخصية الإنسان الإيجابي، الذي يحب النجاح ويسعى إليه جاهدا. ومما لاشك فيه أن تطلع المرء وسعيه لتحقيق طموحاته حق طبيعي ومشروع، وأنه الأمر الذي يبرر وجودنا ويمنح حياتنا قيمتها ومعناها، فليس هناك من بإمكانه أن يعيش على هامش الحياة لذلك يتم تطبيق منهج تعليمي لهذا الغرض في جميع المراحل التعليمية، فمنظومة التعليم حريصة كل الحرص على الأمانة وتعميق القيم في نفوس الناشئة، وتعمل جاهدة بكل الوسائل في هذا المضمار والأخذ بقيم الإسلام وآدابه في الدعوة إلى العلم كمنهج حياة متكامل، من أجل تطوير المسلمين وزيادة تقدمهم في مجالات العلوم والتقنية والإدارة والأخلاق، وانه السبيل القويم الذي يقوم على مثل وقيم الإسلام الخالدة لتعزيز تقدم المجتمع وهي طريقة لعرض الإسلام بواقعية وعملية وعودة الأمة إلى المصادر الإسلامية الأصيلة ومبادئه القويمة لزيادة جودة الحياة الإنسانية لكل الناس وتحقيق مبادئ طلب العلم الحقيقي والتي تبني جيلا يستطيع حمل أمانة الأمة لأن العمل معنى من معاني الحياة الإنسانية فيرفعه ذلك إلى أعلى مراتب المجد والشرف، فالمثابر هو الذي يحقق نجاحا علميا عاليا يكسبه في أعين الناس مهابة وإجلالا وتقديرا فينفع نفسه وينتفع به الناس من حوله فيرفعه ذلك إلى أعلى مراتب المجد والشرف في إخلاصه وجده ودأبه، فالعلم مفتاح كل خير ويحتاج لعزيمة قوية وإرادة راسخة فمن جد وجد ومن زرع حصد.