19 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أن النظام الحاكم في أوكرانيا قرر أن يستفيد من أخطاء نظام الرئيس محمد مرسي في معالجته للأزمة السياسية التي تم التخطيط لها جيدا من قبل الغرب وقام بتنفيذها الجيش المصري ومؤسسات الدولة العميقة للإطاحة بالرئيس. حيث كان يستطيع مرسي تأجيل الانقلاب العسكري ضده من خلال اتخاذ عدة إجراءات أهمها هو الإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تكون تحت إشراف المنظمات الدولية لضمان نزاهتها.لكن حسابات الرئيس مرسي كانت ترى أن إجراء الانتخابات الرئاسية في ذلك التوقيت معناها انهيار المؤسسة المنتخبة الوحيدة المتبقية وهي مؤسسة الرئاسة بعد حل مجلس الشعب والتهديد بحل مجلس الشورى، فضلا عن المطالب بضرورة تجميد الدستور لحين تعديل المواد المختلف عليها بين القوى السياسية. فاختار أن يعلن عن خارطة طريق تتضمن اللجوء إلى إجراء الانتخابات البرلمانية لإيجاد مؤسسة منتخبة لحين إجراء الانتخابات الرئاسية. لكن هذه المبادرة جاءت بعد فوات الأوان وبعد أن اكتمل مخطط الانقلاب.من هنا يمكن أن نفهم أسباب مسارعة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش للإعلان عن عدم ممانعته في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة من أجل إنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ شهرين احتجاجا على تراجعه عن توقيع اتفاقية اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي والاستعاضة عنها بواحدة مع روسيا.حيث أعلن ممثل الرئيس الأوكراني في البرلمان يوري ميروشنيتشنكو، أن الرئيس طرح خلال لقاء مع نواب حزبه الأسبوع الماضي، خطتين للخروج من الأزمة، "تقضي الأولى بالعفو عن المتظاهرين الموقوفين، على أن يغادر المتظاهرون المباني الرسمية التي يحتلونها. أما الثانية فهي إجراء انتخابات مبكرة". لكن يبدو أن الولايات المتحدة لن تسمح حتى بإجراء هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة في ظل وجود الرئيس الأوكراني، حيث تسعى إلى استباق الأحداث من خلال طرح خطة بديلة تقوم على تشكيل حكومة انتقالية بعد عزل الرئيس يانوكوفيتش، تماما كما حدث مع الرئيس مرسي، بحيث تقوم هذه الحكومة بوضع خارطة طريق جديدة.وكما حدث في مصر، يقود الاتحاد الأوروبي – الوجه الآخر للولايات المتحدة - من خلال مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد كاثرين آشتون، العمل على تنفيذ هذه الخطة. حيث ذهبت آشتون إلى العاصمة الأوكرانية كييف لإجراء محادثات حول حزمة مساعدات لأوكرانيا وفق خطة تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تبدأ بإجراء إصلاحات والإعداد للانتخابات الرئاسية.والهدف من كل ذلك هو حسم معركة الغرب مع روسيا في انتزاع أوكرانيا من فلك روسيا وضمها إلى الجبهة الأوروبية الغربية. وهو ما يمثل ضربة قوية لروسيا حيث تعتبر أوكرانيا خاصرة روسيا الرخوة.في المقابل تسعى روسيا لضمان استمرار دوران أوكرانيا في فلكها من خلال العمل على إجهاض مخطط الغرب بمخطط بديل يقوم على أمرين: الأول هو السعي لتحطيم المعارضة من خلال منع سقوط الرئيس يانوكوفيتش، والثاني هو تقديم حزمة مساعدات بقيمة 15 مليار دولار سعيا لانتشال البلاد من أزمة اقتصادية خانقة.فهل تنجح مساعي الرئيس يانوكوفيتش بمساعدة روسيا في منع الغرب من الاستيلاء على أوكرانيا، أم ينجح الغرب في تحقيق أهدافه؟ وحدها الأيام القادمة ستجيب على هذا السؤال.