30 سبتمبر 2025
تسجيلأين ستكون وجهتك المفضلة في السادس من فبراير، سؤال قد يكون متداولا الآن بين الجماهير القطرية، والتي وقعت في حيرة حضور مباراة المنتخب أمام نظيره الماليزي ضمن تصفيات كأس آسيا، أو حضور قمة إسبانيا والأورجواي، أو حضور المباراتين معا، خاصة أن الفارق في التوقيت بين المباراتين ضئيل، بالإضافة إلى أن كل واحدة تقام في ملعب آخر. والآن سوف نتقمص شخصية أحد المشجعين الذين يرغبون في حضور المباراتين، ولنفترض أن اسمه فلان، فلان حضر في البداية لمباراة المنتخب والتي ستنطلق في السادسة والنصف مساء، ويمضي الوقت مع مرور الشوطين، وما بين الشوطين، والزمن المحدد لذلك لن يقل عن ساعة وخمس وأربعين دقيقة بأي حال، حسنا انتهت المباراة والساعة تقارب التاسعة والنصف، وفلان يريد أن يحضر المباراة الثانية والتي انطلقت بالفعل في تمام التاسعة، يخرج من ملعب السد، ويتجه لملعب خليفة حيث تقام المباراة، وحتى يخرج من الملعب ويركب سيارته ويقودها في الازدحام ويصل هناك ووو.....، لنقل أنه قد وصل في تمام الثامنة وخمسين دقيقة، يتنهد فلان في ارتياح، لقد فعلتها، وسأستمتع بمشاهدة النجوم في هذا اللقاء. ولكن لنسأل أنفسنا سؤالا، هل جميع الجماهير سيكونون من عينة فلان، بالطبع لا، فهناك من سيرغب بحضور مباراة العنابي ولن يفكر في غيرها بعد ذلك خاصة أنه سيكون منهكا من الجلوس والتشجيع والصراخ، وهناك من سيفضل متابعة مباراة إسبانيا والأروجواي منذ البداية، وهناك من سيفضل عدم الذهاب وتكبد العناء، وهناك من سيفضل حضور المباراة الأولى، وهناك من سيخرج بحل مرض بالنسبة له، ويتابع المباراتين على شاشة التلفاز مسترخيا بعيدا عن ضغوط حضور لقاءين معا في الملعب وقضاء اليوم في المدرجات، وبين جميع هذه الأسباب، ستكون هناك مدرجات خاوية بالتأكيد، ولكن في أي من المباراتين يا ترى، ما أعلنته اللجنة المنظمة بالأمس عن نفاد 85 بالمائة من تذاكر مباراة إسبانيا وأورجواي يجعلنا نضع الأيادي على القلوب متخوفين من ألا نشاهد المؤازرة الجماهيرية المطلوبة للقاء العنابي، وأن يأتي حضور اللقاء الأوروبي على حساب اللقاء الوطني. نؤمن أن اتحاد الكرة لديه القدرة على تنظيم أكثر من حدث في نفس اليوم، ونؤمن أن الإمكانات المتوفرة حاليا تعكس هيبة وقوة التنظيم في قطر لمختلف أنواع الرياضات والأنشطة، ونؤمن أيضا أن عدم إقامة المباراتين في نفس الملعب يعود لأسباب تجارية بحتة وتتعلق بالرعاية وما إلى ذلك، ونؤمن بأن الوقت قد فات لتدارك حل لهذه المعضلة، ولكن يا ترى، هل ما حدث كان ممنهجا من قبل وأن الاتحاد كان على دراية وعلم مسبق، أم أنها جاءت محض صدفة ولم ينتبه القائمون إلا بعد فوات الأوان.