15 سبتمبر 2025
تسجيلدأبت منذ قيام "فوضى الخريف العربي" على تتبع صلوات وخطب أيام الجمع في بعض القنوات العربية، التي تتصل اتصالاً مباشراً بما يجري على أراضيها من ثورات وشعب يريد إسقاط الكراسي وإبقاء الحواشي، كما هو الحال الآن في مصر، التي لم تعد محروسة بعد انعدام الأمن وسهولة هدر الأرواح المصرية وإشعال شوارعها وأحيائها وأصبحت "ملحقات" ثورتها فوضى عارمة رغم تولي "حاشية مبارك" المجلس العسكري سدة الحكم وهو في نظري رأس البلاء الذي يقف المسؤول الأول أمام ما يجري في مصر من أحداث مأساوية تصدرت فيها حادثة إشعال استاد بورسعيد المصري على إثر المباراة التي جمعت الفريق البورسعيدي بنظيره الأهلي القاهري، والتي فاز الأول على أرضه، قمة هذه المصائب التي تلحق تباعاً بأخبار مصر الحزينة ورغم إنني أثق بان هذه الخطب مجرد "توجهات وتوجيهات" تخدم أحد الأطراف فإنني ومن خلال متابعتي لخطبة الجمعة التي ألقاها السيد اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة لقطاع غزة الفلسطيني على منبر جامع الشيخ محمد عبدالوهاب بالدوحة توقفت عند سؤال كبير جداً وهو: إلى متى يمكن أن نستوعب بأن دولة عربية لاتزال قيد الاحتلال بل إلى متى سيظل قطاع غزة في حصار غذائي ودوائي وهو القائم منذ عام 2007؟!..ألا نفكر ولو قليلاً بأن فلسطين هي أول دولة عربية قامت بثورتها ولاتزال غير موفقة بتحقيق أي هدف لها ولا تلقى أي مباركة من أحد ممن يعلنون اليوم وقوفهم إلى جانب الثورات العربية التي لم تلق أي واحدة منها الأهداف المرجوة حتى الآن ولاتزال واقعة في فوهات الموت والدمار حتى بعد تنحية الرؤوس الحاكمة؟!..فلماذا لقيت هذه الدول ما حُرمت منه فلسطين وهي الثائرة عن بكر أبيها ضد احتلال زاد عن نصف قرن من زمان؟!. لماذا لم تجد فلسطين عوناً في حين تلقى إسرائيل العون الأكبر ليس من أمريكا والدول الغربية فحسب بل من بعض العرب أنفسهم؟!..لماذا كان نصيب فلسطين من فصول السنة الخريف وألحقنا فصل الربيع بشعوب مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن، وهي التي لم تر منه حتى هذه اللحظة أية ورقة خضراء يانعة تثبت بأن القادم أفضل وأجمل؟!!.. لماذا نفضنا عن عواتقنا حمل القضية، وقد كانت الأولى لدينا؟!.. لماذا كسرنا الملل وأرهقنا التعب حينما يمر علينا اسم فلسطين وكأنه أصبح لدينا مجرد حروف ميتة لا روح فيها؟.. من كان الأحق بأن تتجدد أروقة مجلس الأمن بصيحاته وآلامه وحصاره وظلمه وقيوده ووقوعه تحت احتلال آثم نهب الأرض وهتك العرض؟!.. لماذا لم نعد نسمع باجتماعات الجامعة العربية إلا للتشاور حول مصير ثورة الشعوب العربية والمساعدة في قلب الأنظمة العربية، بينما واقع فلسطين وبالذات غزة المحاصرة هو الأحق، والأجدر بأن ترتعد له طاولات الجامعة غضباً وقليلاً من الرحمة لشعب يقع كله وليس بعضه تحت خط الفقر والعوز والحاجة ويقترب من الموت جوعاً وحاجة؟!..والحقيقة إنني تتبعت خطبة السيد هنية وكنت أتمنى وهو يقف على منبره هذا أن يكون قداحاً لا مداحاً ويقوض في نفوس العرب ما هو نائم بفعل فاعل فيها وإن فلسطين أمر يخص العرب والمسلمين وهي أستاذة الثورات وهي معلمة الانتفاضة منذ أن قدمت آلاف الشهداء بردت قبورهم ولم تلق دماؤهم منتقماً لها حتى هذه اللحظة!.. كان عليه أن يزمجر مستنكراً بأن غزة إن لقيت فطورها فقد أضاعت غداءها ولم تلق عشاءها بينما موائد العرب تكاد تنضح بما يعبئ بطون مكبات القمامة ويزيد!..فإلى متى سنظل نذكر فلسطين حينما تنشط ذاكرتنا العربية بتعداد الدول العربية التي تكمل سلسلة 22 دولة تمثل خريطة اشك حقيقة ان تظل بصورتها الحالية بعد الانقسامات التي طالت بعض الأراضي؟!.. كان عليه أن يوجه سؤالاً ويلح بالسؤال إلى متى يا أمة العرب سنظل محاصرين لا يجد عائلنا لقمة لأولاده ولا مريضنا دواءً لعلته لا أن يقدم لنا شروحاً لما تفعله إسرائيل وتماطل به لفك حصارها الظالم لقطاع غزة، فكل هذا نعلمه والعالم بأسره يعرفه؟!.. ولكن ودعني أقلها لك من الأخير - كما يقولون نحن مللنا منكم ومن قتلاكم وجرحاكم وأرضكم ومرضاكم!.. مللنا من قضيتكم بل منكم أيضاً فلا يوجد من يرى فيكم أملاً ولا مأملاً ولا حتى آمالاً.. وبالعربي الفصيح من تحبه أمريكا أحببناه ومن تبغضه كرهناه فانظروا أنتم أي خانة ترى فيكم أمريكا مشاعرها وبعدها سنخبركم أنتم من لنا!- فيا هنية عش ومت بلا رعية! فاصلة أخيرة: فلسٌ.. طين.. بربكم كم يساوي؟!!