13 سبتمبر 2025

تسجيل

كنت وزيرا.... والآن

05 فبراير 2012

تظل العلاقات الانسانية والاجتماعية عند كثير من الناس الا من رحم ربك وقليل ما هم مرتبطة بالمنصب أو الجاه أو الرصيد البنكى لا بالعلاقة القلبية والحب فى الله ومصلحة الوطن لذا فان لسان حال كثير من الوزراء الذين تركوا مقعد الوزارة هو: كنت وزيرا تهافتت علي وفود المهنئين بالوزارة وامتلأ مكتبى والساحات المحيطة به بالورود وأرقى أنواع الشوكولا وأرق عبارات التهنئة بالكرسى وعندما تركت ذلك المقعد الوزارى وجئت ململما أوراقى لم أجد من يودعنى ويشكرني كنت وزيرا فكنت مطلب الشركات والمؤسسات والمدارس الذين يريدون شرف حضورى لقص شريط الافتتاح فى مناسباتهم وعندما تركت الوزارة لم أجد من يرسل لى بطاقة دعوة ولو مجاملة بالرغم من حضورى الذهنى والثقافي كنت وزيرا فكنت مقصد أصحاب الكرفتات والمتنفذين فى الشركات بكلامهم الحلو والمعسول وبدعواتهم لى ولأفراد عائلتى لقضاء الاجازة فى ربوع بلادهم الخضراء كرما منهم ودعوة مجانية بدعوى الضيافة الواجبة ظنا منهم أن ذلك سينال من اخلاصى ووطنيتى وبعد أن تركت الوزارة أصبحوا لا ينظرون الى الا بطرف من العين كنت وزيرا فكانت التهانى والتبريكات عند زواج ابنى المحظوظ تملأ الصفحات وتنهال علي من هذا وذاك وشركات أول مرة أسمع بهم وبعد أن تركت الوزارة وجاءت مناسبة زواج ابنى غير المحظوظ ظللت ابحث عن ربع صفحة فلم أجدها كنت وزيرا فكنت أول من يدعى للمناسبات العائلية وحفلات الزواج والأفراح والكل ينتظر مقدمى وبعد أن تركت المقعد الوزارى أصبحت لا أعرف عن هذه المناسبات الا سماعا. كنت وزيرا فكانت وفود المهنئين بالأعياد تنهال كالمطر على منزلى بل وكان المرور ينظم الحركة المرورية من كثرة الناس عند باب بيتى وشوارعه وبعد أن تركت الوزارة ما عدت أرى أحدا. كنت وزيرا فكانت المجاملات والنفاق والوجه الحسن يظهر عند أى معاملة أرجو تخليصها فى أى دائرة حكومية وبهاتف واحد من مدير مكتبى وبعد أن تركت المقعد صرت أنتظر أياما وشهورا وأحسست بمعاناة الآخرين. كنت وزيرا فكنت أرى تلك المعاملة الرائعة من مدرسة ابنى وبنتى والتقارير المزخرفة ترسل لى مهنئة بالتفوق المستحق وبعد أن تركت الوزارة ظللت أتسول التقارير غير المنتظمة. خلاصة الكلام: لعل العلة فيك أنت أيها الوزير ولعل العلة فيهم ولعل العلة فى المجتمع المجامل الباحث عن مصالحه الشخصية لا مصلحة الوطن ورسالتى لكل الوزراء: الاخلاص ثم الاخلاص ثم الاخلاص لله ثم الوطن ثم القيادة ولا للاستغلال والنفوذ غير الشرعى بها تكسبون رضا الله ثم رضا الناس وكونوا أهلا لثقة من أولاكم الثقة ونقول للمجتمع بأسره ليكن حبكم فى الله ولله واخلاصكم لمن يعطى لوجه الله لا يبتغى فى ذلك مدحا ولا نفاقا ولا رياء. deraaldosarihotmail.com