15 سبتمبر 2025

تسجيل

العدل.. أولاً

05 فبراير 2012

من اسماء الله الحسنى العدل، والعدل اساس راسخ لأى مجتمع متقدم، والعدل حلم كل إنسان فى منزله فى عمله فى حياته كلها وهذه الفضيلة العظيمة دائما ما اقترنت عبر التاريخ الاسلامى برجالات عظام على رأسهم معلم العدل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى قيل عنه: اذا ذكر عمر ذكر العدل، واذا ذكر العدل ذكر عمر رضى الله عنه. فكان رضى الله عنه لا يخاف فى الله لومة لائم ويقيم حد الله على القريب والبعيد على الحبيب والغريب، حتى انه يضرب به المثل فى ذلك، وكان يقول رضى الله عنه والله لو عثرت بغلة فى ضفاف دجلة لخشيت ان يسألنى الله عنها لم تصلح الطريق لها ياعمر؟ وانظر معى عزيزى القارئ الى هذا المشهد من حياته رضى الله عنه وقارنه مع ما تراه اليوم من حكام عرب مسلمين دخل عمر رضى الله عنه على زوجته واولاده فوجد حلوى مع اطفاله فقال لزوجته من اين لكم ثمن هذه الحلوى فقالت كنت أوفر من حصتنا من الدقيق الذى يأتينا من بيت المال فقال عمر رضى الله عنه توفرين الدقيق وفى المسلمين من لايجد دقيقا واخذ الحلوى من ايدى اطفاله وقال ردوها لبيت مال المسلمين.... وحين اتاه رسول كسرى يسأل عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب وعن قصره او حصنه المنيع فدلوه عليه فوجده نائما تحت ظل شجرة قريبة فقال مقولته الشهيرة (حكمت فعدلت فآمنت فنمت ياعمر)... فمن حكم بالعدل هو من يستطيع ان يأمن فلا امان فى دولة غاب عنها العدل ولا امان لدولة تحكم بموازين مختلفة، فعندما يتحقق العدل باعتباره مركز دائرة القيم تتحقق بتحققه سائر القيم الاخرى المرتبطة به، فلا توجد حرية أو كرامة أو مساواة بدون عدل ولا يوجد عمل دون عدل... واضيف ان غياب العدل فى بعض أقطارنا كان سببا فى ثورات الربيع العربى التى قامت بسبب غياب العدل وتفشى الظلم والاستبداد. وهنا استحضر قول الامام ابن تيميه فى العدل "ان الله ينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة....بالعدل تستصلح الرجال وتستغزر الاموال) لذلك نجد دولا غربية ليست باسلامية ولا تعلم عن الاسلام شيئا ومع ذلك فهى دول متقدمة لانها وعت جيدا معنى العدل وعلمت جيدا معنى الحق والمساواة والعدالة جيدا فارتقت وتقدمت وانصلح حالها. والعدالة ليست فقط فى الحكم او الدولة ولكن العدل فى كل جوانب الحياة فى كل معاملاتنا، فالعدالة مع النفس، والعدالة مع الله والعدالة مع الآخرين، فاذا حققنا العدالة فى حياتنا حققنا معها الحرية والاستقرار والرخاء فى العيش، واذا تحقق العدل لن نجد كرهل او غلا ولن نجد ما نراه الآن بين بعض الناس من احقاد واغلال فالعدل والحق من اسماء الله الحسنى فالعدل هو الصفة التطبيقية العملية والحق هو الصفة المعنوية ولذلك العدل والحق فى علاقة تكامل وترادف. فلا حق بدون عدل ولا عدل بدون حق، فاذا اتاك احد الخصمين وقد فقئت عينه فلا تقتص له حتى يأتيك خصمه فلعله قد فقئت عيناه..... واخيرا كم اتمنى من الله ان يسود العدل في كل ارجاء الوطن العربى كم اتمنى ان يسود العدل في كل حياتنا، وان نربى اولادنا على تلك القيم والمبادئ وان نربيهم على عدل عمر رضى الله عنه وعلى اخلاقه ومبادئ الاسلام التى اذا تأسسنا بها سنصبح خير امة على وجه الارض وسلامتكم. [email protected]