18 سبتمبر 2025

تسجيل

مع أجواء الشتاء.. اقتنص الفرص

05 يناير 2023

أقبلت علينا مواسم الطاعات تحمل معها الخيرات والبركة في الأوقات لنجتهد في العبادات ونتزوَّد من الحسنات.. فمع حلول موسم الشتاء نجد الأوقات في النهار قصيرة، فيها فرصة للصيام، وأوقات الليل طويلة، فيها وقت كثير للعبادة والقيام.. وقد وصف النبي، صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، عبادة الصوم في فصل الشتاء بالغنيمة. فقال صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: «الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة» (رواه أحمد وحسنه الألباني). وهذا الوصف النبوي له دلالة رائعة كما ذكر أهل العلم. فالمقصود بالغنيمة الباردة: التي حصلتَ عليها بغير قتال، ولا تعب، ولا مشقة؛ فمن يفوز بها يحوز هذه الغنيمة عفوًا صفوًا بغير تكلفة ولا جهد منه. وحريٌّ بالمسلم أن يجتهد في مواسم الطاعات ويسارع إليها وينافس على الفوز فيها. قال تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» (آل عمران: 133). فلنسارع إلى العبادة والطاعة لنفوز بالمغفرة وننعم بالجنة، جعلنا الله من أهلها أجمعين يا رب العالمين. وهذه الأيام تعد مقدمة وتهيئة قويَّة للشهور الغالية المقبلة علينا بعد قليل بإذن الله على خير. والشتاء له ميزة خاصَّة، فطبيعة الأجواء فيه يملؤها السكون والهدوء، يجتمع البرد مع المطر فتقل الحركة والتنقل ويستقر الناس في أماكنهم بعكس موسم الصيف. وقد كان السلف الصالح يفرحون بقدوم الشتاء.. فعن عمر - رضي الله عنه - قال: «الشتاء غنيمة العابدين».. وقال ابن مسعود - رضي الله عنه: «مرحبًا بالشتاء؛ تتنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام». وجاء عن الحسن البصري أنه قال: «نِعْم زمان المؤمن الشتاء؛ ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه». فيجب أن نجتهد في هذه الأوقات المباركة ولا نتركها تذهب سُدى، فهذه الأوقات طويلة لا تنبغي إضاعتها على الهواتف والتنقُّل بين المواقع ومتابعة الـ«سوشيال ميديا»، فكل هذه الملهيات إذا لم يكُن حضورك عليها فيه أجر ونفع لك، فلا تضيِّع فيها دقيقة واحدة من وقتك الثمين، فالوقت رأسمالك الحقيقي وجزء من عمرك الذي سوف تُسأل عنه أمام الله تعالى. فيجب علينا تقسيم أوقاتنا وإدارتها جيدًا، لا سيَّما في الشتاء، فنقسم الوقت بالتوازن بين العبادة أو العمل الوظيفي أو الدراسة الجادة، وبين الإكثار من صيام التطوُّع والنوافل في الصلاة وقراءة القرآن والذكر، إلى جانب أعمال الخير من صلة الأرحام وزيارة المرضى ومعاونة المحتاج ومساعدة الفقير.. إلى غير ذلك من وجوه البر التي تقدر على المشاركة فيها ابتغاء مرضاة الله تعالى. • دعاء: نسأل الله تعالى البركة في الأوقات، وأن يعيننا على طاعته في كل وقت وحين، وأن يلهمنا ذكره ويرزقنا الثبات على الصراط المستقيم ويجعلنا من الفائزين بجنات النعيم.. اللهم آمين.