16 سبتمبر 2025
تسجيلتمر الأعوام تلو الأعوام وما أسرعها من أيام لنجد أنفسنا أمام حقيقة أن العمر الذى يمر واللحظات والساعات التى تمر لن تعود مرة أخرى وها نحن فى الأسبوع الأول من العام الجديد، ومازلنا على أولى خطواته فهل سيمر كما مر بنا العام السابق والأعوام السابقة من قبل، أم ستكون لنا وقفة لنفكر هل نحن فى رضا مع أنفسنا هل نقوم بما أمرنا به الله وما خلقنا من أجله اما اننا نعيش فقط دون محاسبة لأنفسنا عن كل يوم يمر من غير هدف حقيقى وبدون أى تخطيط.الشركات الناجحة تراجع حساباتها فى السنة التى مضت وتحلل الأرباح والخسائر وتخطط للسنة المقبلة الجديدة، وتضع لها الأهداف والبرامج القابلة للتنفيذ، فاذا كانت الشركات تخطط لمرحلة السنة الجديدة للدنيا، فالاولى بالمسلم أيضا أن يراجع ما مضى من عمره فى السنة الفائتة ويعرف ماذا ربح وماذا خسر سواء فى الجانب الدنيوى أو الاخروي، ويعرف الهدف الذى يمضى عليه فى العام الجديد، ليكون فيه من الناجحين.وفى كتب البرمجة اللغوية العصبية يقولون ان كنت تريد النجاح فابدأ وعينك على النهاية، ومثاله ان كنت تريد الوصول لغاية ما فعليك أن تجعل نظرك عليه، ومثاله فى الشركات الناجحة فهى تخطط أن تصل بأرباحها لمبلغ أو نسبة معينة من النمو نهاية العام، أو أن يجعل شخصا هدفه الوصول لوزن مثالى معين، أو منصب فى العمل، أو الشهادة.ومن أهم أسباب النجاح فى التخطيط لبداية جديدة هى أن تكون انسانا جديدا فنحن فعليا نتجدد كليا فالخلايا تموت وتولد خلايا غيرها لتقوم بنفس الوظيفة فخلايا الجلد تتجدد مرة واحدة كل شهر وخلايا غلاف المعدة الداخلى تتجدد مرة كل أسبوع وخلايا العظام تتجدد مرة كل ثلاثة أشهر وخلايا الكبد تتجدد مرة كل ستة أشهر الخ اذن أنت نفسك خلال سنة واحدة تكون 98 % من خلايا جسمك تبدلت بالكاملفأنت علميا تكون انسانا جديدا كل عام، فمن الأولى أن نتجدد بأفكارنا وطموحتنا وأحلامنا وأهدافنا مع بداية كل عام جديدومن أهم النصائح التى تساعد فى تخطيط الحياةمعرفة الانسان لذاته فيعرف بذلك مهاراته وعيوبه وبها يعرف كيف يصلح شأن نفسه ويقومها.ان تكون الأهداف واقعية وقابلة للتنفيذ، ومن سوء التخطيط أن يعطى الشخص لنفسه هدفا لا يقدر عليه سواء فى مدة التنفيذ أو الجهد المبذول.التركيز على الأهداف بكتابتها وقراءتها بشكل مستمر ليتعود العقل الباطن عليهاالصبر، وهذا ما يعانى منه كثير من الناس، وهو قلة الصبر والرغبة فى الانجاز السريع قلة الصبر أولى علامات الفشل، فالهمة العالية ما هى الا الصبر والعمل الجاد، وكما يقول أديسون: " النجاح 10 % الهام و90 % عمل جاد " وهذا من أصدق الأمثلة فى حياتنا حين يجد الشخص من هو أقل منه ذكاء أو مهارة ولكن بالعمل الجاد يرتقى ويصل للنجاح قبله، فسبق من سبق لأنة كان صابرا.المرونة فى وضع الهدف، يطرأ على الانسان متغيرات بسبب البيئة المحيطة بة وهو مخلوق من نفس وقلب، والنفس تمل أحيانا، وهنا يجب أن تكون مساحة للاستراحة والترفيه ثم المعاودة للعمل. وهنا نجد حكمة الله سبحانه فى خلق النهار والليل، فالأول وقت العمل والجد والبركة، والليل هو وقت الراحة والاستعداد للنهار التالي.وأخيرا ما أجمل أن نستغل الوقت الذى بين ايدينا فى عمل ما يرضى الله سبحانه وتعالى، وألا نجعل اليوم بل الساعة تمضى دون أن نحقق فيها عملا يفيدنا ويزيدنا مرتبة فى الدنيا و الآخرة.يقول الامام الحسن البصرى رحمه الله: " يا بن آدم، انما أنت أيام مجموعة، فاذا ذهب يوم ذهب بعضك "، ويقول أيضا فى وصف اليوم: " ما من يوم ينشقّ فجره، الا وينادي: يا بن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فانى اذا مضيت لا أعود الى يوم القيامة ". ويقول عبدالله بن مسعود رضى الله عنه: " ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت فيه شمسه، نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملى " اللهم اجعلنا من الذاكرين لذكرك والشاكرين والحامدين لنعمتك علينا، وكل عام والمسلمين فى كل مكان بخير ونعمة