19 سبتمبر 2025

تسجيل

لولوة..لا تزيديها علي

05 يناير 2011

كتبت لي: (نحن في الألفية الثالثة وتريدين تغيير العالم؟!..تتكلمين عن فضائل لا توجد إلا بمخيلتك ومخيلة أمثالك من الذين يحلمون بالمدينة الأفلاطونية أن تتحقق في الدوحة..للأسف يا أخت ابتسام الكريسماس واقع لن يتغير)!.. هنا المصيبة والله.. وأعلم بأنني أشبه بمن ينفخ في جراب متقطع ولكن قهري حينما تمر الأعوام الهجرية تباعاً وتأخذ من أعمارنا وأعمالنا ما تنهبه منا شقيقتها الميلادية ولا نلقي بالاً لها رغم عدم إلزامنا في الواقع بإقامة حفل ختام أو احتفال بقدوم أخرى جديدة إلا ان المصيبة الحقيقية هي في احتفالنا المعيب المريب بالسنة الميلادية وتوسط أشجار الميلاد صالات فنادقنا ومجمعاتنا والزينة المعلقة التي تبهر العيون فحتى أعيادنا الإسلامية لا تلقى مثل هذا الاستقبال إلا في شارع الكورنيش الذي يتزين أربعة أيام واليوم الخامس نراه يعود إلى حالة (الصلع) القديمة بينما (الكريسماس) نجد الاستعداد له يبدأ قبله بأكثر من شهر ويستمر الاحتفال بعده بأسابيع!!.. فهل هذه حالة؟!..لماذا علينا أن نعيد الكلام ونكرره مراراً ولا مجيب؟!..إلى أين تسيرين يا قطر؟!..لماذا نسير اماماً إلى الخلف؟!..لماذا يكون كريسماس المسيح غالباً على عيد المسلمين والأحق بالأخير أن يتبوأ مكانه في بلد عربي مسلم سكانه يدينون بالإسلام ديناً وبمحمد عليه الصلاة والسلام رسولاً وباللغة العربية لساناً ولغة وحياة؟!.. ما الذي يجعل غيري في بلادي يتمتع بطقوسه جهراً ويعطي قدوة سيئة لأجيالنا الصغيرة التي تنمو وفي بالها إن الكريسماس عيد يأتي في آخر العام بينما أعيادنا الإسلامية لا يعرفها الأطفال إلا بحجم (العيدية) التي يحصلونها في آخر يوم مضن عاشوه في التنقل بين البيوت وتحصيل ما يمكن أن يفاخر به أحدهم الآخر؟!!..فهل هذا هو الفرق الذي يجعلني أفسر لابن أخي الصغير ما هو عيدنا وما هو عيد الخادمة الفلبينية؟!!..والله إن قلبي يكاد يتفطر حزناً وقهراً على شعوري بأن الأعوام تمر ونحن نظن باننا نرتقي إلى الأعلى بينما نحن في الحقيقة نهوي للاسفل وإن ما نظنه علواً هو هاوية دون أن نشعر بأن هذا المنزلق ليس لشخص أو اثنين وإنما هو لأمة بأسرها تمتد من المحيط للخليج!.. وأعلم ان بعضكم يلوي شفتيه تقززاً مما يقرأه الآن وربما وصفني بالمتخلفة وكل هذا لا يهم ولا يهز شعرة من رأسي ولكني أخشى عليك يا أمتي أن تلقى ما يمكن أن تندمي عليه لاحقاً.. ولا تظنوا إن ما نراه هو التقدم ويأتي ضمن الحرية التي يجب توافرها للاخوة المسيحيين لدينا فالحرية الشخصية تنتهي حينما تتعدى على حرياتنا الشخصية وهذا التقليد الأعمى يعتدي على قيمنا وأفكارنا واتجاهاتنا والتزامنا والفكر الإسلامي المعتدل الذي نحاول زرعه في عقول صغارنا بأن المسلمين لا عيد لهم غير عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى وما غيرهما بدعة فكيف بأعياد تدمر هذه الاعتقاد مثل الكريسماس والهالوين والفالنتاين والأم والأب والشجرة والنملة؟!!.. ما هذا الغزو الخبيث الذي بدأ بعدوانه منذ سنين طويلة ونحن لا نحرك ساكناً إلا بمقالات تتكرر وأصوات تكاد حبالها تتآكل من شدة الصراخ؟!.. لماذا علي أنا وغيري أن نحذر المسئولين وهو يقرأ ما نقوله ويقلب الصفحة وكأن ما يقرأه هو كلام سيقلب عليه مزاجه ولا يستشعر بكرسي المسئولية الذي يرزح تحت ثقل كرشه المنتفخ ولا يحس مجرد إحساس بأن الله سائله ماذا فعلت بمنصبك لخدمة دينك ووطنك؟!..فكروا بها قليلاً.. موقف رهيب والله تقف له شعور الأبدان التي أدعو الله ألا تأكلها النيران وتلفظها تكرهاً وتقززاً! فاصلة أخيرة: لأنني أحبك وأريد أن يعلو شأنك ويرتفع قدرك... وأحب لك أن تعيشي دنياك بكسب آخرتك.. كانت هذه الكلمات يا قطر!