18 سبتمبر 2025
تسجيللكل مسلسل نهاية إلا هذا المسلسل المأساوي الذي نراه بشكل يومي، ويحدث هنا في قطر ألا وهو موت هؤلاء الشباب بسبب الحوادث المريعة والتي تحدث وبشكل مخيف يوميا، فلا نكاد نسمع بأن فلانا قد فقد ابنه في حادث سير مروع إلا ونسمع خبرا آخر لشاب آخر مات بنفس الطريقة وإن لم يمت فهو في العناية المركزة تحت رحمة الله عز وجل، حتى أكاد أجزم بأنه لا يخلو بيت من فقد حبيب له في مثل هذه الظروف. شباب رحلوا في ريعان شبابهم وفي عمر الزهور نتيجة الحوادث والتهور والسرعة الجنونية. وهنا يحضرني سؤال طالما سُئلت إياه عندما كنت في الخارج برفقة والدتي أثناء علاجها ورؤيتي لشباب كثر وفي عمر الزهور وهم يرقدون على الأسرة البيضاء بين الحياة والموت قادمين من قطر بحثا عن النجاة فها هم ذووهم في حال يرثى لهم يتنقلون بين غرف العناية المركزة وغرف الانتظار أملا في نجاة شبابهم من الموت المحقق أو الإعاقة الدائمة. وهنا كان السؤال الذي يطاردني دائما هناك من قبل الجميع في تلك البلاد. لماذا يحدث هذا في قطر ؟ ولماذا هذه الأعداد من الشباب والحوادث في ازدياد فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع أن شابا قطريا قد حدث له حادث سير مروع وحالته خطرة. وقد جاءوا به الى هذه الدولة الأجنبية لعل وعسى أن تحدث له معجزة ويعود كما كان من قبل. شباب ماتوا وآخرون سيموتون نتيجة لهذه التصرفات الجنونية ولعدم وجود الرادع القوي لهذه التصرفات الصبيانية الطائشة التي حصدت أرواحا بريئة وصغيرة لم تر من الحياة إلا القليل ولم تعش إلا قليلا فقد خطفها الموت سريعا وأحرق قلوب أحبائها... سؤالي هنا من الملام في ذلك وإلى من سنوجه أصابع الاتهام، هل للأهل دور في ذلك أم هل للجهات المسؤولة دور في ذلك. لسان حالنا يقول ان الجميع مشترك فيم يحدث لشبابنا الذين خطفهم الموت من بين أعيننا وفي لمح البصر بسبب السرعة الجنونية، فالمجتمع القطري والذي عاش فيه هؤلاء الشباب يرى أن السرعة رمز الرجولة. وكذلك نرى أن الجهات المسؤولة لم تتخذ الاجراءات الصارمة للحد من هذه الحوادث التي سببها في الغالب السرعة أو الانشغال بالهاتف. وهذه هي النتائج، رائحة الموت في كل مكان تحصد أرواحا بريئة ذهبت ضحايا التهور والسرعة وعدم وجود الرادع القوي من الجهات المعنية. وختاما أوجه رسالتي من هذا المنبر الى كل مسؤول من أب أو أم أو جهة مسؤولة أوقفوا مسلسل الدم هذا وارحموا قلوبا انفطرت على فراق فلذات أكبادها والتي ذهبت ولن تعود. ويجب على الجهات المعنية في الدولة اتخاذ الاجراءات الصارمة والعقوبات القوية والقاسية لكل من يتجاوز القانون من سرعة أو مخالفة أيا كان نوعها كي نحد من هذه الحوادث المفجعة ونقللها بقدر الامكان وكي نستطيع أن نحافظ على أرواح هؤلاء الشباب جيل المستقبل وحماته. ولابد من التوعية والارشاد لكل فئات المجتمع عن خطورة هذه التصرفات والتجاوزات والتي أدت الى ما لا يحمد عقباه. Twitter:@alhajri22