26 أكتوبر 2025
تسجيلهذه حكاية لا أملُّ استعادتها، كلما مر بي موقف تشمئز له نفسي عندما أرى أو أسمع شخصا يمارس الاستعلاء الطبقي او الاجتماعي أو المهني ، وتتعلق بدخول رجل مبهدل إلى أحد البنوك، وصياحه في الموظف بغلظة: أريد فتح حساب زفت جاري في بنك زفت هذا!! رد الموظف عليه بتهذيب: عفوا، ماذا قلت؟ فارتفع صوت الرجل أكثر: قلت لك يا حمار يا غبي يا بهيمة إنني أريد فتح زفت في هذا الزفت!! فما كان من الموظف إلا أن احتج لأن تلك اللغة غير لائقة في البنك: إذا كان بنكنا زفتا مثل ألفاظك فابحث عن بنك آخر تفتح فيها الزفت الذي ستضع فيه مالك الزفت. ولما ظل العميل واقفا ينظر إليه بازدراء، توجه إلى المدير ليبلغه بما كان من ذلك العميل الصفيق، فجاء مدير البنك إلى العميل: يا سيد يا محترم، نحن لا نسمح لأحد بإهانة موظفينا ولو أخطأ في حقك فعليك ان تتقدم بشكوى لي وأنا أتولى محاسبته، فما الذي حدث بالضبط؟ رد الرجل على المدير بعصبية: بلاش فلفسة وما حدث هو أنني فزت بعشرين مليون زفت في اللوتري (اليانصيب) وأريد فتح حساب زفت في هذا البنك المزفت، فما كان من مدير البنك إلا أن التفت إلى موظفه: وهذا الحمار الغبي رفض تلبية طلبك على الفور؟ امسحها في وجهي وسامحه فهو غبي جاهل. ما ينبغي عليك تعلمه أيها القارئ هو أنه يجوز للغني ما لا يجوز لك أنت يا كحيان!!! والآن نتابع حكاية مدير آخر استدعى موظفا صغيرا، وطلب منه وهو يقف أمام ماكينة تقطيع الأوراق (شريدر): لقد غادرت سكرتيرتي المكتب، وأريد تصوير هذا المستند المهم، ولكنني لا أعرف كيفية تشغيل هذا الجهاز، فما كان من الموظف إلا أن أدخل الورقة في حافة الجهاز وبحث عن زر التشغيل حتى عثر عليه، ثم قام بالضغط عليه، وعندما سحب الجهاز الورقة إلى الداخل صاح المدير: ممتاز؛ عظيم!! وإذا كان مخك أيها القارئ «تخين»، مثل مخ ذلك المدير، فلابد أن أوضح لك أن تلك الورقة خرجت من الطرف الثاني للجهاز في شرائح طويلة تشبه الشعيرية، لا يزيد عرض أي منها على سنتيمتر واحد، يعني تعرض المستند للتقطيع الشامل، وما ينبغي عليك تعلمه من هذه الحكاية هو أن المنصب الكبير لا يعني أن شاغله يفهم أبجديات العمل.