16 سبتمبر 2025
تسجيلفي الأيام التي نرى فيها كل ساقط ولاقط يتجرأ على رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ونرى البعض لم يتخذ أي موقف من هذه الأزمة ولم ينصر نبيه بأي صورة بالدفاع عنه حتى ولو بالكلمة. فكل مواقف العالم التي اتخذت من أكبرها إلى أصغرها، لو قارنها بما كان يفعله الصحابة لنبيهم فلن يكون هناك أي مجال للمقارنة، الوضع لديهم تعدى الدفاع بالكلمة أو الدفاع بالمقاطعة بل كان الدفاع بكل شيء حتى وإن كان بالمال والولد بل وحتى وإن كان بالروح. فهذا أبو طلحة في غزوة أحد حين تكالب الأعداء على المسلمين وبدأت السهام تتهاوى على المسلمين فشكل الصحابة حائطا حول حبيبهم المصطفى ويرفع أبو طلحة صدره ويقول "نحري دون نحرك يا رسول الله" نعم يقول نحري دون نحرك ويقصد بها روحي دون روحك، فكان أحب إليه ان يصاب في نحره على ان يصاب رسول الله. وقصة المرأة التي توفى أبوها وأخوها وزوجها في غزوة أحد وحين جاءها الخبر لم تقل عنهم شيئا بل كان ردها ماذا فعل رسول الله وكل ما رددوا عليها الخبر رددت ماذا فعل رسول الله، وحين قالوا لها خيرا لم تكتف بل قالت أرونيه فحين رأته قالت " كل مصيبة بعدك جلل" نعم كل مصائب الدنيا كانت بالنسبة لها هينة إلا رسول الله، توفى كل ما لديها، يُتمت ورملت وتوفى أخوها ولم تجزع وكان همها الأول والأخير هو رسول الله فحين اطمأنت عليه هانت عليها كل مصائبها؟. والمواقف كثيرة ولو أردنا ان نتحدث عنها لطال بنا المقام، ولكن وضعت بين أيديكم مثالين لنعلم اننا مهما فعلنا فإننا مقصرون ومهما قلنا فلن يصل إلى ربع ما قدمه الصحابة، ولو بذلنا الغالي والنفيس ولو كانت أرواحنا فسنظل مقصرين في حقه - صلى الله عليه وسلم-. هذا ما نحتاج أن نعلمه هو أنه مهما بذلنا فنحن مقصرون والأهم يجب أن نتعلم سيرة النبي وما قدمه لنا وماذا كان كلامه عن أمته وكيف كان دفاعه عنها، حتى نعلم أننا يجب ان نقدم المزيد وان نقدمه ونحن نحب ان نقدمه ولسنا كارهين، وأن ننصره بكل شيء، وأول أمر يجب أن ننصره فيه هو أن نتبع سنته ونقتدي به صلى الله عليه وسلم. [email protected]