16 سبتمبر 2025

تسجيل

كلمـة بحجم أمـة!

04 نوفمبر 2015

(نقف مع الشعب الفلسطيني، ويعرف الجميع أن قطر لا تغير مبادئها).. بهذه الكلمات الجميلة أكد سمو الأمير المفدى -حفظه الله- الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه الذي ألقاه في دور الانعقاد الـ 44 لمجلس الشورى موقف قطر الثابت من قضية العرب والمسلمين الأولى وهي قضية فلسطين، وأن مبادئ قطر غير قابلة للتجزئة أو المساومة، ولعل اللافت في خطاب سموه أن مأساة فلسطين احتلت جانباً مهماً في هذا المحفل السنوي الذي يحظى بمتابعة واهتمام واسعين وهو ما بدأ يُهمل في الواقع من الكثير من الساسة العرب والمعنيين بهذه القضية التي لا تزال تراوح مكانها بين حوارات عقيمة وعملية سلام فاشلة وخارطة طريق تحتاج هي الأخرى لخارطة طريق تدلها على مسارها الصحيح!.(ويعرف الجميع أن قطر لا تغير مبادئها).. ما أجملها من عبارة تسكن الوجدان لأن العقول باتت قادرة على استيعاب ورؤية ثبات دولتنا على مواقفها وأصبح الكثيرون بحاجة لأن تسكن مثل هذه العبارات قلوبهم لتظل ماثلة أمامهم كلما هبت على أمتنا العربية رياح التغيير كما هو حاصل اليوم في سوريا واليمن ومصر وليبيا وغدونا في حاجة لمواقف دول قوية لا تتأثر بمصالح تأتي لتغير هذه المواقف التي تنظر لها الشعوب قبل الحكومات ولا تنساها.. ولعل الموقف الذي ثبتت عليه قطر من انقلاب مصر الأخير هو ما بتنا نحاجج به الكثيرين ممن أعطوا نظام مصر الحالي الشرعية التي يحاول أن يسبغها عليه، بينما معظم فئات الشعب المصري لا يزال يراه نظاماً قام على جماجم وأرواح شباب ورجال مصر الذين اتخذوا شكلاً سلمياً للاحتجاج عقب الانقلاب على رئيسهم محمد مرسي فك الله أسره وجاءت مجنزرات وجرافات الأمن المصري لتوقع مذابح في رابعة والنهضة ورمسيس ويكون رد الحكومات الخليجية والعربية متبايناً من هذا الانقلاب الذي أعلنت قطر منذ بدايته أنه انقلاب على شرعية الصناديق ليفرض على مصر شرعية السلاح والمعتقلات، وهذه من المبادئ التي يحتفظ شعب مصر باحترامها لدولة قطر التي تبادل هي الأخرى مصر احتراماً وتقديراً لثقلها الجغرافي في المنطقة ناهيكم عن مواقف الدوحة التي لا يبخس التاريخ حقها من الذكر في ليبيا وما فعلته قطر لتتخلص هذه الدولة من نظام طاغية كانت خاتمته من أسوأ النهايات التي يمكن لأي إنسان أن يختم بها حياته خصوصاً لشخص مثل القذافي عاش حياته طولاً وعرضاً على حساب رفاهية شعب كان يستطيع أن يحظى بما يتمتع به حاكمه، للأسف ووقفت قطر لنصرة شعب ليبيا ولا تزال تدعو لاستقرار هذا البلد في موقف لم يتغير ، وهو الموقف الذي نفخر به داخل قطر ولا شك أنه يلقى تقديراً خارجها ونقيس على هذا الموقف المشرف والثابت من استقرار اليمن التي تحظى باهتمام كبير من قيادتنا في إعادة هذا البلد إلى حاضنة الجزيرة العربية وهو الذي يعد البوابة الجنوبية لها. وكلها مواقف تثبت بما لا يدع للشك مجالاً بأن قطر راسخة رسوخ الجبال وفق مبادئ لن تحيد عنها إلا لمزيد من الحق ونصرة الشعوب المظلومة التي ستذكر هذه المواقف للدوحة وهي ما ستتوارثها أجيالنا وسيفخر بها أبناؤنا لأنها في الأول والأخير تمثل قطر حكومة وشعباً.فاصلة أخيرة:حفظ الله قطر في زمن المتغيرات وجعلنا قبلة كل مظلوم ومضيوم.