12 سبتمبر 2025
تسجيلالزكاة من خلال مشروعيتها هي أحد أركان الإسلام الخمسة، بدليل قول الله تعالى وآتوا الزكاة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً".. وبالتالي من أنكر وجود الزكاة أو زاد في الأركان، فهو كافر لتكذيبه للكتاب والسنة النبوية، ولكن لو امتنع عنها بخلاً أو تهاوناً فإنه ليس بكافر، ولكنه معرِّض نفسه لعقوبة الله، بدليل قول الله تعالى في سورة آل عمران، آية رقم (180): "ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله، هو خيراً لهم، بل هو شر لهم، سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة، ولله ميراث السموات والأرض، والله بما تعملون خبير"، كما أن أبا هريرة رضي الله عنه، قد روى حديثاً عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال فيه: "ما من أحد لا يؤدي زكاة ما له إلا مثِّل له يوم القيامة شجاعاً أقرع، حتى يطوَّق به عنقه".. أما عن أهميتها على صعيد المجتمع، فإن الزكاة تفي بحاجة الفقراء، والذين هم في الغالب الغالبية الأكثر في المجتمع فهي تخلق روحاً من التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فلا يضطرون إلى ذل أنفسهم كي يحصلوا على لقمة العيش لهم ولأبنائهم، كما أنها تقوي المسلمين وترفع من شؤونهم، فقد كان للمجاهد في سبيل الله حصة في أموال الزكاة: "وفي سبيل الله" ، وبذلك فهي تحض على الجهاد وتشجع عليه، مما يزيد من رفعة الإسلام وتقوية شوكته، ومنعته، كما أن الغني عندما يزكي ويعطي من أمواله للفقير، فإن ذلك أدعى لأن ينزع الحقد والضغينة من قلب الفقير والمحتاج، فيعلم الفقير أن الغني مساند له وعون، وأنه لا ينظر إليه بعين التعالي، وهذا يزيد الحب والمودة بين الناس، كما أنه في الزكاة بركة في الأموال، ففيها تنمية للأموال وتكثير لبركتها؛ لما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة" أي إن نقصت الصدقةُ المال عيناً، فإنها لا تَنقصه، بل يخلف الله بدلها ويبارك له في ماله. وهذا له تأثير كبير على الناس بشكل عام، فإن زادت الأموال المبارك بها كان لذلك تأثير واضح على الدولة، من خلال زيادة الاستثمارات وزيادة قوتها الاقتصادية والسياسية، وما إلى ذلك.. علاوة على أن أداء الزكاة وتوزيعها بطريقة شرعية لمن يستحقها، درء لكل جرائم المجتمع؛ كالسرقة والنهب والقتل فلا يجبر الفقير على السرقة ليحصل على قوت يومه، أو قطعة خبز تسد جوعه.. كما أنللزكاة أهمية خاصة للفرد الذي يؤديها، فهو يتعلق بأدائه لركن من أركان الإسلام الخمسة، وما يشكله ذلك من سعادة للعبد في دنياه وأخراه، علاوة على أنها تقرب العبد من ربه وتزيد من إيمانه، وشأنها في ذلك شأن جميع الطاعات، وتعود بأجرها العظيم على الفرد، بقول الله تعالى: "يمحق الله الربا ويربي الصدقات"، وقوله تعالى في موضع آخر أيضا: "وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس، فلا يربو عند الله، وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله، فأولئك هم المضعفون".. وقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (من تصدَّق بعِدل تمرة (أي ما يعادل تمرة) من كسب طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ فإن الله يأخذها بيمينه، ثم يُربيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فُلوَه، حتى تكون مثل الجبل". كما أن الله يمحو بها الخطايا بدليل قول النبي الكريم: (والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار".