11 سبتمبر 2025

تسجيل

تحيّة لصانعي الأجيال

04 أكتوبر 2023

تعد مهنة التدريس من المهن التي لها تأثير مباشر في صقل شخصية الطفل وتوسيع مدارك الفهم والتفكير والإبداع لديه، كذلك ثقته بذاته وتكوين العلاقات والصحبة الصالحة بالإضافة إلى الاعتناء بحسن تصرفهم وإدارتهم ليكونوا قادة المستقبل. لي من ذكريات الطفولة مع المدرسة أثر جميل تعمّق في ذاتي كنقش في الجدار، أتذكر بأول يوم لي بالمدرسة هربت مع صديقتي لكي نلهو ونلعب قريباً من المنزل، وعندما أرى حافلة المدرسة قادمة أدخل المنزل، واستمر الحال أربعة أيام وبعدها أخبرتني والدتي أنها ستأتي للمدرسة لتستفسر متى سيتم إعطائي الكتب، يومها جلست في الفصل بانتظارها ولم أهرب، وفجأة رأيت والدتي تسأل عني، فأجابت المعلمة: هذا هو اليوم الأول لتواجد ابنتك معنا، فأنا لم أرَها مسبقاً، فأجابت والدتي: بإذن الله ستواظب بالفصل، وابنتي كابنتكم فأنا مطمئنة وهي معكم وبأمانتكم، بنفس الوقت نظرت إليَّ أمي نظرة تحمل من رسائل الغضب والعتب الكثير، ومن لحظتها وأنا مواظبة في المدرسة والدراسة إلى أن أنهيت دراستي الجامعية، فشكراً لوالدتي رحمها الله فهي معلمتي الأولى. وإذا أزحنا الستار عن بداية التعليم في دولة قطر، فتعتبر السيدة آمنة محمد الجيدة، أول معلمة قطرية يعود لها الفضل في نشر التعليم للبنات برغم تعرضها للكثير من الرفض من قبل أولياء الأمور إلا أنها استمرت في تعليمهم وتولت إدارة أول مدرسة للبنات لتشارك بعدها في إنشاء مدارس، رحمها الله ساهمت كثيرا بإقناع الأهالي لدفع البنات للتعليم، وبذلك تستحق لقب معلمة قطر. يستحق مربي الأجيال كل التقدير والاحترام، فهو الصديق الذي يعلم ويرشد ويغذي البصيرة بالمعلومات المفيدة والمهارات العلمية، ويدرك الإحساس بحنانه وعطفه وحسن معاملته، ولا يتصدر دوره في المدرسة، بل يمتد ليصل إلى تربية الأجيال وبناء مجتمع ثقافي وتطور الحضارات وصناعة المجد، وانطلاقاً من أهمية مهنة التدريس والمعلم وتعزيزاً لدوره المثمر ومهنته السامية وتكريماً لجهوده التي يبذلها في مهنة التدريس والتعليم، تم الاتفاق دولياً بتخصيص يوم الخامس من شهر أكتوبر من كل سنة، يوماً عالمياً للاحتفال بالمعلم تحت مسمى «اليوم العالمي للمعلم»، لتعزيز مبادئ وقيمة هذه المهنة، والامتنان والاعتراف بفضله وإبراز قيمة عطائه، ودوره البنَّاء في المجتمع وأجيال المستقبل لتحقيق الرسالة تحت سقف الثقافة والقيم السامية. تكريم المعلمين في أجواء احتفالية ترفع من الروح المعنوية لعطاء أجمل وبمخرجات أفضل للعملية التعليمية في المجتمع، وهذه الاحتفالية تخلق نوعاً من الرابطة العميقة بين المعلم والطلبة مما يترك الأثر المتميز ليوم فريد، وتخصص الهدايا الرمزية وشهادات الشكر والأوسمة والدروع للمعلمين تعبيراً وتقديراً لمكانتهم وإنجازاتهم ودورهم الإيجابي في التربية والتعليم والتوجيه. لكل من ينطلق ويتوجه إلى مهنة التدريس، ويدعم الطلبة بشكل مؤثر وفعَّال ويساهم في بناء مستقبل مستدام ومجتمع قيادي مثقف، تحية شكر وإجلال، وصدق شاعر العرب أحمد شوقي حين قال: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أَن يَكون رسولا