13 سبتمبر 2025

تسجيل

حُب من السماء

04 أكتوبر 2017

أراد الله تعالى جل شأنه أن تكون علاقتنا به علاقة حب، أراد لنا أن نأتيه طوعاً لاكرهاً، ولوشاء سبحانه لجعل الإيمان فرضاً علينا، ولكنه عز جاهه هو القائل في كتابه الكريم "ولو شاء ربك لآمن مَنْ في الأرض كلهم جميعا" (99 / يونس). وقال سبحانه ايضا "... فمن شاء فليؤمن ومن شاء فلكيفر ...." (29 / الكهف). وجعل أيضا أكبر رابط يربطنا بدينه ورسله الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام هو رابط الحب، فالأتباع المخلصون للرسل عليهم الصلاة والسلام يحبونهم لدرجة أنهم يكونون على استعداد لفدائهم بأموالهم وأنفسهم وأولادهم وكل غالٍ يملكونه، أما ملوك ورؤساء وأمراء العالم وعلى مدار التاريخ، فقد ملك أغلبهم رقاب الناس وأرهبوهم بقوتهم وسطوتهم، ونستثني من هؤلاء قلة قليلة من الحكام، والذين ملكوا قلوب شعوبهم وبادلوهم حبا بحب، ومن هؤلاء الحكام الذين تمتعوا بحب جارف وتقدير عميق سيطر على كل من عرفهم من مواطنين ومقيمين، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير بلدنا الغالي قطر – حفظه الله تعالى ورعاه – هذا الحاكم العظيم شهد له القاصي والداني بحكمته وعبقريته ووفائه لشعبه وتقديره العظيم لكل فرد وطئت قدماه أرض قطر الحبيبة. هذا الأمير الرائع عندما سافر، شعر كل محبيه بأن فردا غاليا من أفراد عائلته هو الذي سافر، وعندما عاد احتفل الشعب كله، مواطنون ومقيمون بفرحة وصوله سالما غانما لبلده الطيب، فرحة لم نعهد لها مثيلا. وهذا الحب الذي يكنه كل أهل قطر لأميرهم الحبيب – (بمختلف دياناتهم وجنسياتهم) – ليس له تفسير إلا أنه "حُب من السماء"، يقول تعالى في كتابه الكريم "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحالت سيجعل لهم الرحمن وُدََّا" 96 / طه. وكما قال وقال صلى الله عليه وسلم:- "إذا أحب الله العبد نادى جبريل، إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء، إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض" (البخاري عن أبي هريرة)، وهذا الحب العظيم الذي يتمتع به سمو الشيخ تميم المجد لم ينبع من فراغ، فقد سهر على راحة شعبه وبذل كل جهده ليوفر له حياه طيبة كريمة وتمكن من أن يعبر به وبكل قوة وبكل أمان فترة الحصار الظالم. جزى الله تعالى أمير قطر عن أهلها خير الجزاء وبارك فيه وجعله زخراً للإسلام والمسلمين.