30 أكتوبر 2025

تسجيل

التدخين والأطفال

04 أكتوبر 2015

يبدو أن المٌسلّمات والمواضيع التي أجمع عليها الجميع باتت أقرب الى أن تصبح عادة ولا يلتفت اليها أحد، ومن تلك المواضيع ان التدخين خطر، والذي بُحت فيه أصوات الأطباء والمختصين أن التدخين خطر وأن هناك التدخين السلبي وانه قاتل وسبب رئيسي للسرطان وانه أخطر ما يكون على الاطفال.لذا سعدت جدا بما كشفته كبيرة الأطباء البريطانيين البروفيسورة سالي ديفيز الأسبوع الماضي، عن بدء تنفيذ حظر التدخين داخل السيارات التي يتواجد فيها أطفال.ووصفت البروفيسورة ديفيز، الحظر الذي يفرض على السائقين والمدخنين في إنجلترا وويلز غرامة بقيمة 50 جنيها استرلينيا إذا تواجد بصحبتهم أي شخص أقل من 18 عاما، بـ "التاريخي".وقالت "تدخين سيجارة واحدة فقط في سيارة يعرض الأطفال إلى مستويات عالية من ملوثات الهواء والمواد الكيميائية المسببة للسرطان: الزرنيخ، والفورمالدهايد، والقطران.. والناس غالبا ما يظنون أن فتح النافذة، أو السماح بالهواء النقي، يقلل من الضرر".وطالبت جميع المدخنين، ولاسيما السائقون وأولياء الأمور، بأن يستغلوا التغيير في القانون باعتباره فرصة لاتخاذ الخطوات الأولى نحو الإقلاع عن التدخين.وأثبتت الأبحاث أنه حتى مع فتح نوافذ السيارات، تكون مستويات المواد الكيميائية الخطيرة المتواجدة في السيارة نتيجة التدخين أعلى 100 مرة من مستويات السلامة المسموح بها.وهنا هل نكون جادين أكثر بمنع التدخين في السيارات وتطبيق غرامات، لأن التدخين على الفرد خطر ولكنه على الاطفال أخطر ويعد جريمة في حق صغار لا ذنب لهم إلا أن آبائهم مدخنون.وربما يقول قائل (مدخن) إن تلك الغرامة وهذا القانون مبالغ فيه، لكني هنا أسوق دراسة تؤكد أن التدخين السلبي يلحق أضراراً دائمة بشرايين الأطفال ويؤدي إلى إضافة أكثر من ثلاث سنوات مبكرا إلى عمر الأوعية الدموية.وتزيد هذه الأضرار، التي تتمثل في تضخم سمك جدران الأوعية الدموية، من احتمال الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية في مراحل متقدمة من حياتهم، وفقا للدراسة التي نشرت في "دورية القلب الأوروبية".وأثبتت الدراسة، التي أجريت على أكثر من ألفي شخص، تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و18 سنة، أن الأضرار التي لحقت بهم كانت نتيجة لتدخين كلا الأبوين.ويقول خبراء إنه لا يوجد مستوى "آمن" للتعرض للتدخين السلبي.ويكشف هذا البحث، الذي أُجري في فنلندا وأستراليا، عن الآثار الصحية السلبية على أجسام الأطفال الذين يكبرون في منزل يدخن فيه الأبوان.وأخيراً فإن الأمر يحتاج وقفة حازمة مع النفس لكل مدخن، للإقلاع عن هذه العادة والآفة القاتلة التي حرّمها الدين ونهى عنها الأطباء، لأنها تضرك وتضر من تعول، وسلامتكم.