29 أكتوبر 2025

تسجيل

وزير خارجية العراق وأحلام اليقظة

04 أكتوبر 2014

من المعروف عن وزير خارجية العراق الحالي والدعوي القديم إبراهيم الجعفري أحاديثه المتشعبة ونظرياته الفلسفية، وبعد أن تم إخراجه من رئاسة الحكومة عام 2006 بسبب فشله الإداري والأمني ومسؤوليته عن تدشين الحرب الأهلية الطائفية منذ عام 2005 تم تحويل السلطة لكارثة دعوية أخرى اسمها نوري المالكي الذي احتل القصر الرئاسي لثمانية أعوام رافضا تسليم السلطة مؤكداً على استمراريته رغم كوارثه وفشله المريع وسرقاته.. ولولا التدخل الغربي والبريطاني تحديدا لإعادة ترتيب أمور السلطة لما رحل نوري إلا بعد أن يشعلها حربا شعواء. المهم أن التغيير ومجيء حكومة العبادي جعل من الرئيس السابق للحكومة وزيرا للخارجية فيها وهو في الواقع أسوأ خيار اتخذه الدكتور العبادي، فالجعفري لا يمتلك أبداً مقومات قيادة الدبلوماسية العراقية لأنه أزمة قائمة بحد ذاتها على المستوى الشخصي ولعدم امتلاكه القدرات التي تحتاجها الدبلوماسية والتواصل مع العالم، فالرجل ضعيف بالمرة باللغة الإنجليزية رغم أنه لجأ لبريطانيا ذاتها لعقد ونيف من السنين!! ولكنه كان يقضي وقته في حسينية أهل البيت اللندنية فقط لا غير!! المهم إن الجعفري تحدث بعد زيارة الأمم المتحدة وجولة المفاوضات الدولية المعقدة حول الوضع الحربي في العراق في موقعة داعش الدولية، وقد أكد الجعفري عدم قبول العراق لقواعد عسكرية أجنبية!! وجاء تأكيده هذا على أساس التصور الواهم بأن حكومته تمتلك القدرة على تطويع الأوضاع عبر إدعائه بأن العراق يمتلك المقاتلين الأشداء ولكنه يفتقر للأسلحة!! أليس هذا التعليل مثيرا للسخرية؟ ترى أين ذهبت مليارات التسلح والتجهيز للجيش العراقي الذي سلم أسلحته دون قتال لداعش والعشائر؟ وأين اختفت القيادة العسكرية وهيئة الأركان وتلك الأعداد الهائلة من ضباط الدمج المتكرشين الذين ذهبوا مع الريح عند أول إطلاقة؟ وهل من المعقول أن تعتمد الحكومة العراقية على ميليشيات طائفية هي أصلا جزء فاعل من الأزمة، لا لمقاتلة داعش بل لفرض سياسة تطهير طائفية مقيتة لاحت بوادرها ومؤشراتها مع منع سكان القرى والمدن المحررة من العودة إليها بغية تغيير التركيبة السكانية على أسس طائفية؟ وهل يتصور الجعفري بأن موقفه أو موقف حزبه وجماعته وائتلافه ملزم للولايات المتحدة فيما لو قررت العودة لقواعدها القديمة وحماية النظام التي تمتلك لوحدها فضل تشييده على أنقاض نظام صدام البائد؟ وهل يتصور الجعفري بأنه حقا يمتلك عناصر قوة حقيقية تتيح له إبداء الرأي أو التحكم في القرار الأمريكي فضلا عن توجيهه!! الطريف أن الجعفري سيزور باعتباره وزيرا لخارجية العراق مملكة البحرين!! مع أن الذاكرة لا تنسى تصريحاته المعادية للبحرين والمؤيدة والداعمة للمعارضة الإيرانية البحرينية وتسخيره لمحطته الفضائية (بلادي) للهجوم على النظام السياسي في البحرين وتحريض الشعب البحريني على الثورة وفقاً للرؤية الإيرانية التي يعتبر الجعفري أحد أبرز رجالها في العراق. المهم إن الجعفري يرفض القواعد الغربية رغم أن الدواعش والمسلحين على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة بغداد من الغرب والجنوب فضلا عن القتال الشرس في شمال بغداد في منطقتي الضلوعية وبلد!، والعراق بأسره يقف على أعتاب تطورات داخلية في منتهى الخطورة، من الواضح أن الجعفري وهو يصرح بتصريحات غير مفهومة كعادته دائما لا يلم أو يدرك إدراكا حقيقيا طبيعة الهوة السحيقة المحيطة بالعراق ويتصور انتصارات وهمية لدبلوماسيته المتذبذبة والركيكة التي لن توفر أي انفراجة حقيقية للعراق الذي يتحكم بمستقبله زمرة من المتأزمين والفاشلين أبرزهم الجعفري نفسه.. أحلام اليقظة لا مكان لها في عوالم الدبلوماسية المسؤولة! ولكن في العراق "كله صابون"!!.