01 نوفمبر 2025

تسجيل

العشر من ذي الحجة والشيطان

04 سبتمبر 2016

هناك إجماع من كثير من العلماء أن الليالي العشر التي ذكرت في سورة الفجر، هي العشر من ذي الحجة. وإن أيامها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف فيها الأجر ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه. مصداقا لقوله تعالى حين أقسم بها: {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قال ابن كثير رحمه الله: "المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم".وقد أجمع كثير من العلماء أيضا أن العمل الصالح في أيام العشر من ذي الحجة، أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة، وروى ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، ويعني بها الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" رواه البخارى.ولكن هناك الشيطان المتربص لبني آدم، والذي يعمل جاهداً خلال تلك الأيام المباركة في إلهاء المسلمين حتى لا يغتنموا فضلها ويفوزوا بجوائزها، فنجده معهم في الأسواق يركضون وراء ملابس العيد ولحوم العيد وفواكه العيد، بدلاً من أن يجلسوا إلى القرآن وحلقات العلم والصوم نهاراً والقيام ليلا.ولا شك أيضا أنه صراع أزلي بين الإنسان وشيطانه، وخاصة في تلك الأيام التي يجب على المسلم أن يقوم بما يلى، كما يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: 1. الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل؛ فإنّها من أفضل القربات.روى ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عليك بكثرة السجود لله فإنّك لا تسجد لله سجدة إلاّ رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» (رواه مسلم)، وهذا في كل وقت.2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنبدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيّام من كل شهر». (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم). وقال الإمام النووي عن صوم أيّام العشر أنّه مستحب استحباباً شديداً.3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: «فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد»، وقال الإمام البخاري رحمه الله: "كان إبن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيّام العشر يكبران ويكبر النّاس بتكبيرهما"، وقال أيضًا: "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً".وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيّام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيّام جميعا، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين.وأخيراً لا أجد أفضل من التكبير لختم ذلك المقال: - الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.- الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله ، والله أكبر، والله أكبر، ولله الحمد.