16 سبتمبر 2025

تسجيل

قراءة في الرسائل النبوية

04 سبتمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "فإني رسول الله، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى".. ثماني رسائل بعثها النبي صلى الله عليه وسلم، من المدينة المنورة، أولى عواصم دولة الإسلام، إلى ملوك وأمراء كبار، يتبدي فيها الإسلام نقياً، وتظهر فيها دولته على المسرح الدولي للمرة الأولى. ومن الملحوظات المهمة التي يسجلها هذا الظهور تأكيد وحدة المنهج الإسلامي من عدة جوانب: الجانب الأول أن الدعوة تبدأ دائما بالأقربين، بدأت محليا في "مكة" بأنذر عشيرتك الأقربين، وبدأت عالميا برسائل للحكام القريبين. أيضا فإن الدعوة الأولى توجهت إلى الأكابر وإلى المستضعفين في الأرض على حد سواء، وكذلك جاءت رسائل النبي إلى الدولتين الاستعماريتين آنذاك ـ دولة الروم ودولة الفرس ـ وإلى الأقاليم والدول التي كانت هاتان الدولتان تحتلها. وكما ساوت دعوة الإسلام منذ بدايتها بين الناس أيا كانت ديانتهم الأولى، توجهت الرسائل إلى الحكام من أهل الكتاب ومن المشركين بالحرص نفسه، بخطاب مضمونه واحد وصياغته تختلف باختلاف مفاهيم المخاطب. وراعى النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون مبعوثه على صلة بلغة من سيرسل إليه، ومن الكياسة أن الرسائل تتالت منذ صلح الحديبية، وحتى لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، حتى يستمر الأثر ويتصل. والحكام الذين وجه إليهم النبي صلى الله عليه وسلم رسائل مع سفرائه رضوان الله عليهم هم: النجاشي ملك الحبشة، وكان السفير إليه هو عمرو بن أمية الضمري. ثم المقوقس حاكم مصر، مع حاطب بن أبي بلتعة. وكسرى ملك فارس، مع عبد الله بن حذيفة السهمي. وهرقل قيصر الروم، مع دحية بن خليفة الكلبي. والمنذر بن ساوي صاحب البحرين، مع العلاء بن الحضرمي. وهوذة بن علي صاحب اليمامة في نجد، مع سُليط بن عمرو العامري. ثم الحارث بن أبي شمر الغساني النصراني عامل قيصر على بلاد الشام، مع شجاع بن وهب. وأخيراً جيفر وأخوه عباد صاحبا عُمان، مع عمرو بن العاص. ونلاحظ أن لغة الرسائل تنوعت بحسب الحال، فهي شديدة مع كسرى المجوسي الوثني المتجبر، وبالغة الود مع النجاشي، الملك العادل والكتابي التقي، الذي رد على الرسالة بأن أعلن إسلامه. وفي الرسالتين إلى المقوقس وإلى هرقل نلاحظ لوماً رقيقاً ونصحاً رفيقاً. كما نلاحظ أن ألفاظ الرسائل إلى عمال كسرى وقيصر العرب شديدة الوقع مؤثرة في النفس، لأنها موجهة إلى عرب تؤثر فيهم البلاغة والفصاحة، وأنها تدعوهم مباشرة إلى أن يكونوا من عمال دولة الإسلام.