17 سبتمبر 2025
تسجيلطيب الله أوقاتك بكل خير ايها الطائي الذي اقترن الكرم باسمه حتى صارت العرب تقول "كرماً حاتمياً"، وصببت الكرم العربي صبا، حتى أن زوجتك ماوية وهي سليلة ملوك في اليمن لم تستطع الصبر، فقد كنت كريماً إلى درجة لا تحتمل. أيها الطائي لقد سارت بذكرك الركبان، وحملت اسمك الأيام، ونحتته في الأفق كالشمس المشرقة، والقمر الذي يضئ ظلمة الليل البهيم، لكن ليل العرب أغطش حتى صار اذا اخرج المرء اصبعه لم يكد يراه. أنت أورثنا العز والذكر بين العالمين، وجعلت اخبارنا سعيدة في الغابرين، اما نحن فلا اخبار سعيدة لدينا انقلها اليك، فاليمن السعيد "تعيس"، وتونس الخضراء يقودها "سبسي" ومصر يملكها "سيسي" وليبيا يعيث فيها فسادا "حفتر" ولبنان غرق في "الزبالة السياسية"، وفلسطين لا تزال محتلة من اليهود الاسرائيليين الصهاينة، والفلسطينيون يقودهم "عباس ميرزا" و"يبرطع في دنياهم "دحلان" والعراق مقسوم بين الدواعش " داعش البغدادي وداعش العامري" وبينهما الخزعلي".. احدهما "تنظيم الدولة" والاخر "الحشد الشعبي"، وفي سوريا قاتل لايتوقف عن سفك الدماء اسمه "بشار الاسد" ورث القتل عن ابيه.. لم يقتل الشعب السوري فحسب بل اقتلعه ارضه وشرده في الارض بددا. يا كريم العرب السوريون، يا حاتم الطائي، تفرقوا في الارض، في الجبال والوديان والبحار، ووصلوا حتى القطب الشمالي الذي لا يعيش في بشر، اجتازوه لكي يعبروا الى النرويج، واذا اردت ان تعرف ما هي النرويج، انها ارض لقوم من "بني الاصفر"، على الطرف الاعلى من الارض ينطبق عليها ما كنتم تطلقون عليه بلاد "الواق واق" .. فالسوريون وصلوا الى "الواق واق" وما بعدها.. الى ارض تدعي " ارض الثلج" يسميها اصحابها "ايسلاند". تسالني ياحاتم لماذا يترك العرب ارض العرب؟ ويلجأون الى ارض "بني الاصفر"؟ غريب سؤالك يا جدي ... أود ان اخبرك ان العرب، لم يعودوا لا عربا عاربة ولامستعربة فقد ماتوا، وضاعت منهم النخوة التي تركتها لهم، فلا جار يجير، في ارض اصبحت "دولا" بعد ان كانت ترعى فيها ابلك حيث تشاء. علمتنا الكرم وان نكون كرماء .. لكننا صرنا بخلاء حتى في مشاعرنا، لا ادري ربما تسري في عروقنا دماء لا تمت الى العرب بصلة.. ربما نكون من "الهجين"، ولو لم نكن كذلك لما تركنا السوريين يموتون في المتوسط وفي شاحنات النمسا والقطب الشمالي وعلى الاسلاك الشائكة بين الحدود الملغمة. يا جدي الطائي في صحراء العرب عسس وعسكر واسلاك شائكة وابراج مراقبة لا تسمح للسوريين ان يمروا، ولذلك يهربون الى ارض "الكفار"، لان "المؤمنين" يرفضون استقبالهم في ارضهم .. صارت "دار الكفر" احن عليهم من "دار الاسلام" يا حاتم، حتى تساءلت كبيرة قومهم واسمها "انجيلا ميركل" التي تتزعم بلاد ما كان يطلق عليها "ارض الهمج" قبل ان يطلقوا عليها "المانيا": عجبا لهؤلاء العرب، بلادنا اقرب اليهم من مكة.. يالها من "خبيثة" تتفاخر بانها من نسلك في الكرم، وتنفي عن العرب نسبهم اليك. قبل يومين قذف البحر "عيلان" الصغير وعمره 3 سنوات، وابتلع شقيقه غالب وعمره 5 سنوات، وامه ريحان "35 عاما" .. اي والله تحول البحر الى وحش ابتلع هؤلاء الفارين من الموت الى الحياة ، وقذف صغيرهم الى الشاطئ بعد ان "امتص روحه" جثة، ربما وجد البحر ان جثة هذا الصغير "مرة" اكثر مما ينبغي ليبتلعها، وربما خرجت من بين اسنانه "خلسة" ليعثر عليه عسس الترك. كانوا في طريقهم الى جزيرة تدعى "كوس" من اعمال بلاد الاغريق.. لكنهم البحر اغرقهم قبل ان يصلوا ارض الاغريق. ايها الطائي الصغير عيلان كردي لم يقتل احدا ولم يحمل سكنيا اوسيفا او خنجرا، لكنه قتل، بعد ان اقتلع القتلة "بشار وتنظيم الدولة والحماية الكردية" عين بلده التي تسمى "عين العرب" ويطلق عليها الكرد "كوباني"، وها هم يقتلعون حياته وحياة اخيه وامه "ريحان"، التي عطرت انفاسها الاخيرة مياه البحر، اما والده "عبد الله" فيرقد فاقدا للوعي في مستشفى في مدينة تدعى "بوضروم" من بلاد الترك. عيلان ليس الوحيد يا حاتم فقد سبقه 71 عربيا سوريا ماتوا في شاحنة على الطريق في بلاد تدعى "النمسا".. ماتوا اختناقا، وقبلهم قتل مجرم يدعى بشار الاسد الاف الاطفال بالغازات السامة في غوطة دمشق، بعد ان قتل 300 الف سوري وجرح ضعفهم حتى اكتست الشام باللون الاحمر من الدم. لن اطيل عليك يا جدي الطائي وصلت رحمك وأقرأت ضيفك واطعمت الطعام وحملت الكل، واشعلت نارك ليل الصحراء الحالك كي يهتدي الناس الى خيمتك كي تطعمهم وتسقيهم، واكرمت الناس حيا وميتا، ولن ينسى التاريخ ما قلته لغلامك يسار، وكان إذا اشتد البرد وكلب الشتاء أمرته فأوقد ناراً ، لينظر إليها من أضل الطريق ليلا فيصمد نحوه: أوقد فإن الليل لـيل قـر والريح يا واقد ريح صر عل يرى نارك من يمـر إن جلبت ضيفا فأنت حر اما اليوم، يا جدي، فان العرب تغلق ابوابها دون العرب، فلا نار يهتدى بها، واخلفت العرب ابواب اخبيتها، فخالف الله بين قلوبهم حتى اصبحوا جميعا وقلوبهم شتى. اعذرني، يامن اورثتنا الكرم، فقد اثقلت عليك، لكنه بعض حالنا الذي لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا.