10 سبتمبر 2025
تسجيلكان الليل هادئاً مطمئناً على شاطئ البحر، ثمّة سكون يلف المكان فلا يذر من الوجل شيئاً في النفس، ثم إن ضوءاً في عرض البحر تحرّك، شق السواد من منتصفه، غدى وعاد، فما لبث أن سكن الليل تارة أخرى، إلا من صوت نداء الموج وصياحه. أخبروني بأن لا أرتاب ولا أجزع، إذ أن هذا الضوء هو حماية الماء بعد الله وأمانه، أشعة الوطن الوضاءة في العتمة، وعينها التي تسهر حين نوم. هم رجال قطر، أشداء لا يهابون الخطر، اختاروا عرض البحر لهم مستقرّاً، بقلوب لا تخشى، وأعين لا ترى إلا أمن الوطن وأمان الشعب، لا يكترثون للظلمة وما يلج البحر من أهوال وأخطار، فأبوا إلا مجابهتها بأضوائهم المهيبة، تلك التي يراها أهل اليابسة كما تُرى النجوم من السماء. جنود مجهولون خاضوا البحر بهدف سامٍ ونبيل، كحفظ المياه الإقليمية للدولة وحمايتها من التهريب غير الشرعي والقرصنة والإجرام والإرهاب، ففي يدهم اليمنى حياتهم، وفي الأخرى حتفهم، وفي قلوبهم يحملون موطنهم، ثم إنهم بشجاعة وجلد ينطلقون لمواجهة أي كيد من عدو ولا عزاء للحاقدين. لعلّ وقوفي في وجه الموقف هو ما دعاني لهذه الوقفة، وإن كان كل بعمله يقوم على وجه التمام ليستتب الأمن والسلام. إن الأمن يعني السلامة والاستمرارية والتنمية، هو الخط السليم لموكب التطوّر للحضارات ونهضتها، وهو أساس في رخاء الشعوب واستقرارهم. وهنا في قطر، نرى ويرى الكون من حولنا، تلك الهالة العظيمة المشعّة التي خلقها رجال الأمن براً وجواً وبحراً وعلى رأسهم سمو الأمير، هالة من اطمئنان ورخاء، يُحيطوننا بها بكل اجتهاد وعتاد، لعلنا لا نعلم بالأخطار التي تواجههم، ونجهل أن حتفهم ملتصق بظهورهم، لعلنا لا ندرك أننا بشجاعتهم ننام الليل، وببسالتهم نخرج في النهار، كلّ ذلك يعد نعمة إلهية أسبغها علينا الله تعالى. تكاتفت أيديكم، فتكونت حلقة عظيمة، داخلها أحب الأراضي وأغلى شعب، أعين على السماء وأخرى في الماء، ونحن معكم نشد بأيدينا ويد الله فوقنا، نعمل لقطر، وننجز للرفعة، ونربي أبناءنا رجالاً للمستقبل، ونساءً رائدات. ومن إيوان اللغة، تقف الحروف إجلالاً واحتراماً لرجال الوطن وحماته، نحن نفخر بكم فرداً فرداً، وندعو الله ونبتهل أن يحفظكم بعينه التي لا تنام، فقد سهرت أعينكم لراحتنا لا تنام. اللهم احفظ قطر برها وبحرها وجوها، اللهم احفظ سمو الأمير وولي عهده، وشعب قطر كافة، فلا أمن إلا أمنك ولا نعم إلا نعمتك، فاللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وارزق أهله من الثمرات.