19 سبتمبر 2025

تسجيل

عمل سينمائي متقن

04 سبتمبر 2012

منذ أن أطل محمد هيندي كممثل كوميدي متميز على جمهوره حينما شارك مع المطرب محمد فؤاد في بطولة فيلم "إسماعيلية رايح جاي " وهو يحاول جاهدا أن يقدم أدورا مختلفة متنوعة في حواديت متميزة وهذا اجتهاد منه لاشك فيه.. فكلما عثر على موضوع جيد قدمه وشخصية جديدة فإنه يمثلها.. وعادة ما يقدم الموضوعات الكوميدية التي ينجح في تقمصها وأدائها لأنه يعرف أن جمهوره ينتظرها منه.. و "تيته رهيبة" هو أحدث أفلام محمد هنيدي والذي كتبه يوسف معاطي ويتناول فيه علاقة تسلط تحدث بين جدة وحفيدها خاصة بعد أن فقد والديه.. طبعا الفكرة جيدة ومن خلالها استطاع المؤلف أن يخلق مواقفا كوميدية عديدة بين تركيبة الحفيد" هيندي " والجدة " سميحة أيوب" التي تحاول أن تلغي شخصية الجيل الجديد وأن تظل تسيطر عليه بأفكارها وتطبق عليه ما تربت هي عليه من جيلها القديم.. وشخصية محمد هنيدي في الفيلم مرسومة بشكل جيد من خلال أبعاده الجسدية والنفسية والاجتماعية وهي الأبعاد الثلاثة الدرامية للشخصية التي يتناولها أي عمل فني.. نحن أمام "رؤوف رأفت" محور الدراما كلها.. يظهر كطفل في صورة رجل عنده 40 سنة.. وأزمته تكشفها علاقته بـ "جدة" صارمة و "جد" موسيقي رقيق.. ثم علاقته بالفتاة التي أحبها "منار" والتي يتزوجها رؤوف والتي تدفعه إلى الثورة على الجدة وتصرفاتها الصارمة والتي تمارس سيطرتها في معظم الأحوال وطوال الفيلم... مشاهد جميلة وحدوتة تأخذك عبر أحداثها.. ومشاهد يندمج فيها محمد هنيدي بشخصيته الضعيفة التي يعبر عنها بشكل جيد وكيف تحول إلى ما كان يأمله ويتطلع إليه. فيلم تيته رهيبة كوميدية إنسانية رائعة ومن أفضل ما ظهر في الفترة الأخيرة من أفلام عربية ويكفي أن المؤلف يؤكد في السيناريو الذي وضعه أن الجيل القديم يحاول دائما ألا يفقد سيطرته على الجيل الحديث. وأنه ما زال بالفعل يمارس سيطرته ويخشى أن يفقدها تجاه الجيل الجديد!! إنها مباراة تمثيل جيدة بين محمد هنيدي وعملاقة المسرح سميحة أيوب والفنان الكبير عبد الرحمن أبوزهرة باسم سمره وإيمي سمير غانم وكذلك العناصر الأخرى التي أسهمت في عمل سينمائي جيد.