13 سبتمبر 2025

تسجيل

عيد فطر مختلف

04 سبتمبر 2011

لا شك أن هذا العيد هو عيد مختلف ومميز لأسباب عامة ولأسباب شخصية في هذا العام انه العيد الأول الذي يمر على الأمة العربية وقد تحرر كثير من شعوبها المقهورة من حكم ظالم طاغ. وهو العيد الأول الذي تشعر فيه تلك الشعوب بنسمات الحرية تهب عليها بعد عقود من القمع والقهر. ولقد كان عيدا مبهجا لي على المستوى الشخصي حيث تشرفت بالسلام على سيدتي ومثلى الأعلى سمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله صاحبة الايادى البيضاء على الأسرة القطرية وصاحبة النهضة التعليمية الكبيرة التي يشهد لها القاصي والداني ان شيم التواضع والمحبة والتفاني في حب الوطن الغالي وخدمته لدروس وعبر نتعلم منها نحن سيدات قطر من تلك الأم الحنون والعقل المستنير الجميل الذي لا يتوانى عن التفكير فيما يفيد وينفع قطر في كافة المجالات والدروب، وكما يقول علماء الدين ان الشهر الكريم المبارك العظيم شهر رمضان وقد صحب المسلم المؤمن في طريق الخير شهرا كاملا عندما انتهت مدته استأذن منه، وقال: هذا هو أجلي، وقد دللتك على الطريق، سر فيها ولا تيأس ولا تقنط ولا تجزع ولا تستوحش. فمن المسلمين المؤمنين من استجاب لنصيحته، وذاق طعم الإيمان وحلاوته واستمر في هذه الطريق، واستعذب المشاق والتكاليف؛ لأنها غداً توصل إلى الفوز بجائزة الله الكبرى بالمعافاة من العذاب والإنعام بدخول دار الكرامة، ومن المسلمين المؤمنين من استوحش بعد فراق الشهر واستئذانه ورحيله، فرجع من حيث جاء وترك الطريق، وكأنهم يقولون بلسان حالهم: رمضان غير بقية الشهور من كل النواحي ومن كل الاعتبارات، ويقال لهم: لا، رب رمضان هو رب كل الشهور. وكما يقول الحسن البصري رحمه الله تبارك وتعالى: "لا يكون لعمل المؤمن أجلٌ دون الموت"[1]، وقال: قال الله تعالى: و?عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ ?لْيَقِينُ [الحجر:99]. عمل المؤمن ليس له نهاية ولا حدٌّ ولا غاية إلا بموته ولقاء ربه تبارك وتعالى، والله يقول: قُلْ إِنَّ صلاتي وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ ومماتي للَّهِ رَبّ ?لْعَـ?لَمِينَ [الأنعام:162]. فلا أوحش الله منك يا شهر الصيام، ولا أوحش منك يا شهر التراحم، يا شهر المودة والتواصل، يا شهر العتق من النار. اننى أتوجه إلى كل من خشع في رمضان وصلى في رمضان وعمل صالحا في رمضان أتوجه إلى الذين استمعوا إلى القرآن في رمضان من ألفه إلى يائه، قدِّموا دليل تأثركم وبرهان خشوعكم وخضوعكم بالتخلي عن كل خلق ذميم وعن البغضاء والشحناء، تحابوا في الله، لا لأجل أي شيء آخر سوى أن في الناس ما يحبه الله. هي دعوة للجميع وأنا منهم ألا نكون بعد رمضان أسوأ مما أتانا عليه الشهر الكريم، إياكم والإقبال على الذنوب مرة أخرى، فإن الله تبارك وتعالى قد أتاح لكم شهرا كريما عظيما فيه ليلة خير من ألف شهر ومن فاز بها فقد فاز بخير الدنيا والاخرة. والحقيقة أن البهجة والغبطة التي شعرت بها في هذا العيد وصلة الرحم التي رأيتها تعود أكثر قوة ومتانة عن ذي قبل اشعرتنى أن الدنيا بخير وأننا نسير على الطريق الصحيح، ولكن نحن نذكر أنفسنا وإياكم بضرورة أن نتحرر من قيود الشيطان حتى يعيننا رب العالمين على التحرر من قيود الشيطان، ومن تأثيره علينا، ونجاحه في إبعادنا عن الصراط المستقيم وأخيرا ان العيد الذي أتى وقطر تقدم الخير والعون والدعم والمدد لإخواننا في ليبيا واليمن ومصر وسوريا وتونس هو عيد يثبت فيه أننا عرب واننا نحب الخير لكل قطر عربي شقيق عانى أو ما يزال يعانى، صحيح أننا نتحمل فاتورة ربما لا يتحملها كثيرون ولكن هذا قدر الشعوب الكريمة المحبة المعطاءة التي لا تنظر إلى مصلحة وقتية وإنما تنظر إلى خدمة الإسلام والعروبة على طول الأيام والسنين شاء من شاء وأبى من أبى وسلامتكم وكل عيد وانتم بخير وسلام. [email protected]