13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ينسب الفضل في إلحاق هزيمة بالحكومة الإسرائيلية في قضية رفع البوابات الإلكترونية عن مداخل المسجد الأقصى المبارك إلى الفلسطينيين أنفسهم الذين رابطوا وقدموا تضحيات جسام في سياق معركة القدس، ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن أحدًا غير المرابطين الفلسطينيين قد خاض المعركة وأجبر حكومة الاحتلال على لحس قرارها والتراجع عن إجراءاتها. بعض القادة العرب دخل في لعبة استعراض سياسي مكشوفة وأوعزوا إلى ماكينة إعلامهم لبيع الوهم على الجماهير العربية وذلك بالادعاء بأن لتدخلهم ينسب الفضل في إزاحة البوابات الإلكترونية. لحسن الحظ أن الجماهير العربية على درجة عالية من الوعي، والأهم أن الأشقاء الفلسطينيين يعرفون تمام المعرفة بأن لا أحدا هب لنجدتهم عند ساعة الضيق، ولا يمكن رصد أي عمل عربي بهذا الشأن سوى الاستهجان والشجب من قبل عدد قليل من الدول العربية. والحق أن تصريحات وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مكانها عندما قال: إن صمود الشعب الفلسطيني هو السبب الرئيسي خلف تراجع حكومة نتنياهو، ولم يتسنى لنا كمراقبين من التحقق من مزاعم سعودية تبالغ من دور الرياض في المسألة، فالإعلام الإسرائيلي يركز على تمترس الفلسطينيين خلف موقف موحد رافض لأي تسوية سياسية من دون العودة إلى الوضع القائم قبل الإجراءات الإسرائيلية. والشيء بالشيء، يتساءل الواحد منا عن الدور السعودي – إن وجد – وكيف كانت الاتصالات مع إسرائيل في وقت تنكر فيه السعودية بأنها تجري أي اتصالات أو تطبيع مع حكومة الاحتلال! بدورهم لم يبالغ الأردنيون في دور بلدهم في الأزمة، لكنهم أيضا مستاءون من قيام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بتكرار الأسطوانة السعودية المشروخة والتي تبالغ في تصوير دور السعودية بينما وبشكل غير مباشر تقلل من أهمية الدور الأردني. وقد لوحظ مؤخرا بأن الرياض غير راضية عن السلوك الأردني الإقليمي وبخاصة عندما رفض الأردن الانجرار خلف تحالف الرباعية المحاصر لقطر واكتفى بخطوات تعتبرها الرياض ناقصة، كما لوحظ أيضا بأن الغالبية الساحقة من الشعب الأردني ترفض تفهم إجراءات السعودية والمحور المناهض لقطر إذ لا يعقل أن يتم محاصرة دولة عربية شقيقة لإجبارها على دخول بيت الطاعة السعودي. من دون شك، هناك توجس أردني من السعودية وسياستها المنفلتة من عقال الحكمة والتروي، فالرياض تسلك سلوكا غير معهود في تعاملها مع الدول العربية الأخرى وكأن التغييرات الداخلية سيكون لها مآلات قد تعصف بمكانة السعودية وتظهر للجميع حدود التأثير السعودية في المنطقة. من المؤسف أن تلجأ بعض الأنظمة العربية التي يخلو سجلها من أي انتصار يذكر إلى لعبة الاستعراض السياسي وبخاصة في القضية الفلسطينية التي كان ينبغي أن تشكل إجماعا عربيا غير قابل للتأويل، لكن ومن جهة مقابلة لا يعوّل الفلسطينيون على الانظمة العربية التي تحاول توظيفهم كورقة في سياق التنافس الإقليمي، فالفلسطينيون صامدون على أرضهم ومستعدون لدفع الغالي والنفيس لدحر آخر احتلال كولنيالي في العالم. وحتى تكون الصورة واضحة، هناك أنظمة عربية تسعى للهيمنة في الإقليم وهي غير مؤهلة سياسيا ولا حتى أخلاقيا للقيام بذلك، فهي أنظمة من دون بوصلة وتقوم بالشيء ونقيضه في الوقت ذاته، وإلا كيف يعقل لمن يريد أن يكبح جماح إيران أن يتحالف مع إسرائيل في وقت تستبيح فيه الأخيرة باحات المسجد الأقصى؟ وكيف يستقيم الأمر لمن يريد أن يطرد إيران من المنطقة بينما ينفتح على حلفاء إيران في العراق، فهل العراقيون سذج ليصدقوا العناق والانفتاح الذي فاجأ المراقبين؟ الراهن أن هناك سيولة في القيادة وأن التخبط والاستعراض السياسي ليس بديلا للحكمة التي تفتقدها بعض الأنظمة ويمتلكها الشعب الفلسطيني.