15 سبتمبر 2025

تسجيل

صلِّ على النبي ولا تبخس نفسك

04 أغسطس 2013

ربما لا أفيد القارئ علماً جديداً إذا تكلمت عن مكانة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عند الله تعالى وإذا قلت: إن له عليه الصلاة والسلام قدراً رفيعاً سامياً، وجاهاً عظيماً عالياً، ومقاماً محموداً سنياً، وإنه هو صاحب الوسيلة، التي هي منزلة في الجنة لا تنبغي لأحدٍ غيره، وصاحب الشفاعة يوم لا تنفع الشفاعة إلا بإذن الله وأمره. لذلك أمرنا الله جل وعلا، بأمرٍ كان هو البادئ فيه، عندما قال سبحانه بالأسلوب الخبري المؤكد بـ(إن) تقوية للحكم وتأكيداً عليه: (إن الله وملائكته يصلون على النبي)، ومن ثَم بالأسلوب الإنشائي الطلبي بصيغة الأمر، فقال: (يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). ولا بد للمسلم أن يعلم فضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، وما له من أجر بكل صلاة يصليها عليه، كي يجتهد فيها ويزداد حرصاً عليها، وهي في الأصل ذكر لله، فإنك بالصلاة على النبي تذكر اسم الله، فهي لذلك من ذكر الله، ومن الأحاديث المبينة لهذا الفضل قوله عليه الصلاة والسلام: (من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشرا)، أي عشر صلوات، لما هو معلوم من فضل الله العظيم أن الحسنة بعشر أمثالها، قال تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)، ولكنها هنا ليست عشر حسنات، بل عشر صلوات من الله على عبده، ومن معاني صلاة الله على عبده، المدح والثناء على العبد في الملأ الأعلى، التي سينال بها الرحمات والخيرات في المعاش والمعاد. ولا يقتصر الثواب على هذا فحسب، بل هناك فضائل أُخَر، هي كتابة عشر حسنات، وحط عشر سيئات، ورفع عشر درجات، كما ورد في الأحاديث، كقوله عليه الصلاة والسلام: (من صلى عليّ من أمتي صلاة مخلصاً من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات)، وزيادة على ذلك، أن صحابياً قال للنبي: أجعل لك صلاتي – أي دعائي – كلها، فقال عليه النبي عليه الصلاة والسلام: (إذن تكفي همَّك ويغفر لك ذنبك)، وفي رواية أخرى: (إذن يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك)، وبكثرة الصلاة على النبي تكون أيضاً أولى الناس به يوم القيامة، أي أولاهم بشفاعته والشرب من حوضه، ومن ثم مرافقته في الجنة، ولعمري إن هذا لهو الفوز العظيم. جاء في الصحيح، أن للصلاة على النبي يوم الجمعة، مزية خاصة وهي أن الصلاة فيه معروضة على النبي عليه الصلاة والسلام، لذلك تستحب كثرة الصلاة على رسول الله يوم الجمعة، وانتبه إلى أن المطلوب هنا هو كثرة الصلاة لا الصلاة الواحدة فقط أو القليلة. إني ألاحظ شيئاً في الكثير من عامة الناس، أنهم عند ذكر المتكلم منهم للنبي عليه الصلاة والسلام، يستعجل أو يستثقل الصلاة عليه، ولا أظن هذا الاستعجال والاستثقال إلا من الشيطان، وكذلك حال المستمع، ليس بأحسن منه، والواجب على المتكلم أن يصلي على النبي ولا يعجل، وعلى المستمع المبادرة بالصلاة بمجرد سماعه لفظ النبي أو الرسول ولا ينتظر صلاة المتكلم. نكمل حديثنا غداً إن شاء الله تعالى، والسلام ختام.