13 سبتمبر 2025
تسجيلأقبل العيد علينا، وها نحن نستعد له باكرا لشراء ما لذ وطاب من المأكل والملبس، بل حتى ما ليس بالضرورة نقوم بشرائه، بالمقابل هناك من يبحثون عن العيد ولا يجدونه.. اسألوا الأسر الفقيرة عن العيد، اسألوا الأطفال الفقراء عن ثوب العيد، وإذا لم يعرفوا الإجابة اسألوهم عن أجسادهم لماذا هي نحيلة، تريدون أن تشعروا قليلا بإحساس هؤلاء الفقراء في صباح ومساء العيد عندما تفقدون حبيبا أو قريبا ماذا تصنعون هؤلاء الفقراء كل سنة يفقدون العيد هل سنعطيهم ولو القليل، لماذا لا ندع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ينطبق علينا ""مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاضدهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى""، فقد نزل القرآن الكريم للبناء والعطاء لبناء الإنسان الخير السوي وعطاء الحضارة الندية السخية وإن بعد الناس عنه فسيصيبهم الله بالخزي والعار والتأخر وعدم التقدم، لأنه جاء للإنسان ومن أجل تربيته على حب العطاء والإنفاق، وإن أي فكرة لا تتصل بالإنسان وأي عقيدة أو مبدأ لا يتوجه للإنسان بخير أو ضر لن يكون لها في البشرية صدى ولن تعمر طويلا من المدى.وإن من أعظم الأفكار التي كانت تصاحب البشرية على امتدادها هي تنشئة الإنسان تنشئة صحيحة وتربيته تربية سليمة قويمة، فقد نغفل فتغيب أفكارنا نحلم فنهيم في الخيال نسرح ونمرح وننسى من حولنا نبتسم حين تحيط بناالسعادة، ننسى الألم نسرح في عالم النسيان ننسى أن هناك ألما في قلب فقير وقد لا تكون ضمائرنا ميتة ولكنها راقدة مع النسيان، أمر غريب حقا حين يرى الشخص حال غيره وفقرهم وحاجتهم الملحة للمساعدة، سيعرف جيدا عندها أنه غني حتى وإن كان هذا الشخص لا يملك سوى راتبه الذي سوف ينـتهي قبل نهاية الشهر، لأن غيره لا يملك راتبا لـينتهي ولا خاطرا لـيعيش، صدقوني يريدون ولو القليل منــا لأن القليل بالنسبة لهم لقمة عيش، فإن شهر رمضان هو شهر القرآن، فرض الله عز وجل علينا صيامه وسن لنا النبي صلى الله عليه وسلم قيامه، فهو ركن حصين من الأركان التي بني عليها الإسلام، فالمرء يغتنم شهر رمضان ليكثر من أعمال البر والخير والتي تكون في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وليتذكر المسلم أن الله عز وجل فرض علينا في رمضان صدقة الفطر والتي شرعها الله عز وجل طهرة للصائم من اللغو والرفث وصغائر الذنوب وطعمة للمساكين، كما علمنا الهدي النبوي بأن نغنيهم في مثل هذه الأيام، فلا يسألوا الناس في أيام العيد. فالإسلام دين يقوم على البذل والإنفاق ويضيع عند الشح والإمساك، ولذلك حبب إلى بنيه أن تكون نفوسهم سخية وأكفهم ندية، ووصاهم بالمسارعة إلى دواعي الإحسان ووجوه البر، وأن يجعلوا تقديم الخير إلى الناس شغلهم الدائم لا ينفكون عنه في صباح أو مساء، ومن هنا يزداد الإنسان كرما كلما ازداد من الله قربا، وكلما استشعر ما أعده الله من نعيم للكرماء الأسخياء الباذلين في سبيله ازداد سخاء وبذلا وكلما قويت صلته بـالله ازداد شعوره بثمرات الكرم عمقا وزاد عطاؤه امتدادا وسعة، فلقد كان الهدي النبوي حريصا على تأصيل فضيلة الكرم في نفوس المسلمين، وجعلها من الفضائل التي يتسابق المسلمون إلى التحلي بها والتنافس فيها فنتراحم فيما بيننا ونزداد قربا من ربنا ونطمع في جنة عرضها السموات والأرض، فلقد بين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم فضل الإنفاق والتصدق في سبيل الله وثماره وآثاره وأن الصدقة لا تنقص المال بل تزيده بما يحصل فيه من بركة الإنفاق والعطاء.